حذر رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية عاموس ملكا سورية من مغبة الاستمرار في التقارب مع العراق والدعم غير المتناهي ل"حزب الله". واضاف ان "سورية بقيادة الرئيس بشار الأسد ليست معنية بحرب مع اسرائيل، لكنها لا تعمل أي شيء لمنع صدام اقليمي بين اسرائيل والدول العربية". وقال في المؤتمر السنوي للامن القومي الذي عقد نهاية الاسبوع الماضي برعاية المركز الاكاديمي الجامعي في هرتسيليا، ان تعاظم القوة العسكرية والاستراتيجية الضارية لإيران لا يلغي أي رد فعل دولي للحد من هذا التعاظم كما هو الوضع بالنسبة الى العراق. وأضاف ان "حزب الله يضعنا في امتحان الرد الاستراتيجي عليه بحيث انه اذا أردنا ردعه فسيرد علينا بطرق لم نعهدها سابقا"، مشيراً الى صواريخ زودته بها ايران ويصل مداها الى 70 كيلومترا. كما حذر من محاولات أحمد جبريل القيام بعملية أشبه بعملية المنطاد التي شنها عام 1987 شمال اسرائيل. اما رئيس مجلس الأمن القومي الجنرال عوزي ديان، فقال أن على اسرائيل الاستمرار في المحادثات وفي الوقت نفسه عليها ان تستعد لمواجهة طويلة الأمد في الصراع الحالي في المناطق الفلسطينية وان تقترح خطة للفصل من جهة واحدة. وأضاف ان هناك عدم وضوح في الجبهة الشمالية حيث ان المنطقة تحمل امكانات واسعة لإبرام اتفاقات سلام يمكن ان تؤثر على وضع اسرائيل الاستراتيجي في المنطقة أو يمكن ان تؤدي الى تصعيد اقليمي، ولا أحد يعلم بالضبط ما سيجري هناك. أما بالنسبة الى "حزب الله"، فقال ان اسرائيل لم تحقق ردعاً تكتيكياً ضده رغم انها تملك ردعاً استراتيجياً. وتوقع قائد الأركان شاؤول موفاز في المؤتمر ان تستمر حركات الرفض في شن عمليات انتحارية استراتيجية في حال حدوث صدام محدود او في حال تصعيد اقليمي. اما الجنرال عاموس غلعاد الذي لم يتوقع نشوب الانتفاضة قبل اشهر، فأكد "أن عرفات هو الذي بادر الى القيام بالانتفاضة، مع انه لا يعمل بكل التفاصيل، لكنه يسيطر على عناصرها الاستراتيجية الاساسية". وقدر بأن عرفات معني باتفاق وتسوية مع اسرائيل. أما بالنسبة الى سورية، فأكد أنها ترى في العراق حليفاً استراتيجياً يدعمها من الخلف. واضاف أن الأصولية الاسلامية موجودة وفي تراجع مستمر، وهناك استقرار للانظمة العربية. وتوقع بأن لا تستعمل المملكة العربية السعودية النفط كسلاح استراتيجي على المدى قريب. اما رئيس الاستخبارات الخارجية موساد افراييم هليفي، وفي ظهور علني نادر، حاول ربط مصير يهود العالم بمصير اسرائيل، قائلا ان اسرائيل هي صمام الأمان لكل اليهود في العالم وان أي أمر يصيب اليهود في أي بقعة من العالم فإنه يؤثر على اسرائيل والعكس صحيح. واضاف ان الصراع بين اسرائيل وجيرانها ليس جغرافياً فقط بل وتاريخياً وكيانياً ووجودياً. وقال انه عندما يطالب باراك بإنهاء الصراع مع العرب فإنه عملياً يطلب من الغرب بان يعترف بكيان دولة اسرائيل والحلم الصهيوني على أرض اسرائيل أو فلسطين. ويعتبر هذا الاستعراض الفكري بمثابة سرد ملخص لمفهوم الأمن القومي للوضع الراهن المتعلق بمواجهة الانتفاضة والدول العربية. وهناك عدم توافق في الآراء بين المدارس المختلفة، لكن ثمة مخاوف على اسرائيل من استمرار الانتفاضة.