اعتبر رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الجنرال عاموس يادلين احتمالات اندلاع حرب بين إسرائيل وإحدى جاراتها حتى أواخر العام المقبل «ضئيلة»، مضيفاً أن هذه الفترة الزمنية ستتسم بمساعي إيران لبلوغ قدرات نووية وباحتدام المعركة بين «المعتدلين والمتطرفين» في المنطقة. وقال في سياق «تقويم الأوضاع» السنوي الذي قدمه للجنة الخارجية والأمن البرلمانية في جلستها أمس إن «الردع الإسرائيلي القوي يحول دون احتمال جدّي لقيام عدو بشن حرب علينا، لكن ثمة مخاوف من تصعيد لا ترغب به الأطراف». وتابع أن إيران قريبة جداً من تحقيق قدرات نووية عسكرية، وحتى العام المقبل «بمقدورها أن تبلغ وضع تثبيت قدرات نووية». وأضاف أن تعاظم القدرات العسكرية لسورية و «حزب الله» اللبناني وحركة «حماس» يتواصل «بدعم إيراني بهدف تحجيم التفوق الإسرائيلي». وزاد أن سورية و «حزب الله» يطوران قدرات لتحسين القذائف الصاروخية وشراء منظومات مضادات الطائرات ورؤوس تفجيرية ومضادات للدبابات متطورة لإدراكهما أن إسرائيل تتفوق عليهما في هذه القدرات. واعتبر أن لا فرق بين مرشحي الرئاسة في إيران «وجميعهم مقبول لدى القيادة الروحية». وأضاف أنه «حتى في حال عدم فوز الرئيس الحالي محمود أحمدي نجاد بولاية ثانية، فإننا لا نتوقع تغييراً في السياسة النووية الإيرانية». ورأى أن ملف الشرق الأوسط ليس في رأس سلم أولويات الإدارة الأميركية الحالية «إنما أفغانستان فالعراق فباكستان فإيران، ثم الصراع في الشرق الأوسط». وعن الأوضاع في قطاع غزة، قال يادلين: «إننا نشهد عملية بناء القوة من جانب حماس، أيضاً بعد العملية العسكرية الأخيرة راحت حركة حماس تستخلص العبر وتتبنى خططاً للاستعداد لمواجهة في المستقبل»، لكنه أضاف أن احتمالات مبادرة «حماس» بتصعيد عسكري في المدى المنظور تبدو ضعيفة. وأضاف أن الصراع بين المعتدلين والمتطرفين في الشرق الأوسط «يتجذر، لكن إسرائيل ليست في لب الصراع.... وليس فقط أن إسرائيل وحدها تدرك التهديد الذي تشكله ايران على المنطقة، إنما أيضاً مصر التي تبذل جهوداً أكبر مما فعلت في الماضي من أجل منع تهريب الأسلحة وتقوم بذلك أيضاً على الحدود مع السودان وفي أعماق سيناء وأيضاً في الشريط الحدودي بينها وبين القطاع». ويختلف هذا التقويم عن ذلك الذي قدمه يادلين نفسه إلى الحكومة الإسرائيلية الجديدة قبل شهر حين قال إن الرئيس الأميركي باراك اوباما يعتزم أن يأخذ المبادرة لحراك سياسي في الشرق الأوسط، وأنه «عاقد العزم على التحاور الصادق لكن الواعي مع المتطرفين»، كما يختلف ما قاله عن المشروع النووي الايراني، إذ أبلغ الحكومة وقتها أن إيران تسعى لبلوغ قدرات نووية «لكن بحذر كبير إذ تخشى تجاوز خطوط حمر دولية».