جاء معرض مسقط الدولي للكتاب مطلع عام 2000 ليرسم تباشير امل بحركة ثقافية اوسع من المعتاد. لكنه بقي تظاهرة سرعان ما خفت نورها. شاركت في المعرض 300 دار نشر عربية وأجنبية بأكثر من نصف مليون عنوان. وعلى مدار عشرة ايام اقيمت نشاطات ثقافية مصاحبة كان اكثرها جماهيرية الامسية الشعرية التي احياها الشاعر الاماراتي مانع سعيد العتيبة. وبعد معرض محبط عام 1999 فإن الناشرين هذه المرة لم يكونوا ساخطين خصوصاً وان المشتريات الحكومية انقذتهم من الخسائر التي قالوا انهم تكبدوها في الدورة الماضية. وكان الحضور الجماهيري للمعرض مفاجأة سارة للمسؤولين العمانيين الذين اختاروا الموعد المناسب لانطلاق المعرض بعيداً من زحمة مهرجان مسقط السنوي الذي يقال انه يأخذ مصروف الاسر بعيداً من كتاب له الاهمية الثانوية دائماً. الهيئة العامة لأنشطة الشباب الرياضية والثقافية نظمت الملتقي الادبي السادس. وكان الدور هذا العام على محافظة مسقط التي استضافت اربعين وجهاً من الشباب العماني المبدع من مختلف مناطق ومحافظات عمان. وخلال اسبوع من الامسيات تسابق الحضور على الفوز بالجوائز الثلاث في كل مجال من مجالات الملتقى التي تشمل الشعر الفصيح والشعر النبطي والقصة القصيرة. وكانت الجلسة النقدية حول الاعمال المشاركة ساخنة بما فجرته من اسئلة حول مستوى الابداع الشبابي الذي صدم الوجوه القديمة في لجنة التحكيم. وأربكها بما حمله من رقي في المستوى يبشر بجيل ادبي قادر على الوقوف امام تيارات التطبيع المعرفي والثقافي مع الكومبيوتر والانترنت. وعلى الخط الموازي للشعر والقصة تضمن الملتقى عرضاً مسرحياً قدمته فرقة مسرح الشباب التابع للهيئة اضافة الى ورشة للفنون التشكيلية نظمها مرسم الشباب. وحفل شهر تشرين الاول اكتوبر بنشاطات ثقافية عدة اهمها مهرجان الشعر العماني الذي جمع مئة شاعر من انحاء عمان. وأقيمت هذه التظاهرة الشعرية على سفح قلعة صحار، وكان المسرح عبارة عن سفينة بسارية تحمل شعار المهرجان. وأضفى هذا الديكور التراثي العماني هالة سحرية على المشهد الشعري وتواصلاً بين الرؤية البصرية والرؤية الروحية. وكرم المهرجان خمسة فائزين في الشعر الفصيح ومثلهم في الشعر النبطي واختار ايضاً عشر قصائد من المجالين كقصائد متميزة قدمت لها جوائز رمزية. وفي دورته الثانية كرم المهرجان الشاعر العماني ابو سرور لما له من بصمات على مسيرة الشعر العماني التقليدية وتم تكريمه ايضاً عبر ندوة امتدت يومين وتضمنت قراءات في شعره وتجربته مع القصيدة العمودية التي يعد احد اركانها في السلطنة كما اقيمت ندوة اخرى قدمت قراءات للقصائد الفائزة في مهرجان الشعر العماني الاول الذي اقيم قبل سنتين في ولاية صحار. ودشنت وزارة التراث القومي والثقافة كتابها الذي اصدرته متضمناً النصوص الفائزة في المهرجان الاول. في الشعر الفصيح حصل الشاعر حسن المطروشي على المركز الأول. وكانت مفاجأة المهرجان الشاعر مسعود الحمداني المعروف بشاعريته النبطية والذي احتل المركز الثاني في الفصيح بقصيدته التي مطلعها: جن الظلام فعبي الآن سيدتي كأس القريض وجودي من مخيلتي. وكان من حظ عمان 2000 ان تشهد انشطة مهرجان مسقط الثالث الا ان تأجيل المهرجان تضامناً مع الانتفاضة اجّل توافد الشعراء العرب الى بداية العام المقبل وستقام امسية شعرية للشاعر الفلسطيني محمود درويش على مرسح المدينة، اكبر المسارح المفتوحة في عمان، ومن المتوقع ان يحضر الامسية اربعة آلاف شخص.