لم يحمل النجم الساحلي في طريق عودته من الرباط كأس الاتحاد الافريقي والتاج القاري ال13 لكرة القدم التونسية، والرابع في تاريخ نادي جوهرة الساحل، فقط، بل حملت هذه الكأس معها فرحة جماهيرية عارمة لابناء شاطئ بوجعفر، سواء في الشريط الساحلي "خمسة نجوم" أو أولاد الحارات والمحلات الساخنة في "لاس فيغاس"... وغيرها من ربوع محافظة سوسة. والأهم من ذلك ان هذا التتويج القاري الذي جاء بامضاء طاقم فني محلي يقوده المدرب لطفي البنزرتي ورئاسة إدارية جمعت بين خبرة لاعب كرة قدم سابق في النادي والمنتخب، وعقلية رجل أعمال ناجح في شخص السيد عثمان جنيح حمل هذا التتويج توقيع لاعبين شبان لم يتجاوز معدل أعمارهم ال21 سنة في أول مغامرة افريقية في تاريخهم، وهم الذين يحتلون وصافة الدوري الحالي. والنجم الساحلي الذي فاز بكأس الكونفيديرالية الافريقية، اثر هدف حاسم ورشيق جداً من لاعبه قيس الغضبان، بدأ مسيرته في أدغال القارة السمراء عام 1995، لعب خلالها 56 مباراة، انتصر في 30 منها وتعادل في 8 مناسبات وانهزم في 18 مباراة، سجل 95 هدفاً وقبل في شباكه 58، وتوج هذه المسيرة بأربعة ألقاب افريقية: كأس الكؤوس عام 1997، الكأس الممتازة عام 1998 وكأس الاتحاد سنتي 1995 و1999، ثلاثة منها كانت في نهائي أمام أندية من المغرب، آخرها أمام الوداد البيضاوي. وتقع محافظة سوسة في الساحل التونسي، 150 كلم عن العاصمة تونس. وتتميز بجمال مينتها وروعة شائطها "بوجعفر"، مما جعلها تعتبر القبلة الأولى ل5 ملايين سائح يزورون تونس سنوياً، وتتمتع ببنية سياحية عريقة ومن طراز رفيع. وأهالي سوسة أو "الساحلية" مسيطرون تقريباً ومنذ أربعة عقود على أهم مراكز القرار السياسي في تونس، فرئاسة الوزراء لم تغادرهم تقريباً منذ الاستقلال، وكلهم من عشاق النجم الساحلي إن لم يكونوا من مسيريه، مثل الهادي نويرة وحامد القروي، وآخرهم محمد الغنوشي الذي عين أخيراً يعرف بحبه الكبير "للنجمة" أو كما يسميها أهالي المدينة "لايتوال". تأسس النجم الساحلي في بداية هذا القرن، فاز بالدوري التونسي في 8 مناسبات وبكأس رئيس الجمهورية 7 مرات، وانجبت جوهرة الساحل عدداً من اللاعبين من كبار كرة القدم التونسية أمثال عظوم وعثمان جنيح والحارس طبقة وعبدالمجيد الشتالي، ويعتبر زبير بية لاعب النجم الأول في عقد التسعينات، وهو الآن من أفضل عشرة لاعبين في الدوري الألماني مع نادي فرايبورغ. وزبير بية القادم من مدينة مساكن، ضواحي سوسة، استطاع مع زملائه قيس الغضبان والبوعزيزي والحارس رضوان الصالحي ان يؤثثوا مسيرة النجم الساحلي في بداية التسعينات، ولكن بخروج بية عرف النجم أوقاتاً صعبة، فكان ان اختار رئىس النادي عثمان جنيح ان يغامر ويعطي الفرصة للشبان في رفع راية النجم الساحلي. ويبدو ان هذه المغامرة لم ترق في البداية لجماهير سوسة المتعطشة دوماً للألقاب، واتخذت أصوات الاحتجاج واجهات عدة، وطالت المدرب الفرنسي فرنانديز، ورئيس النادي، حتى في أدق تفاصيل حياته الشخصية واللاعبين الكبار الغضبان والبوعزيزي، اثر مغادرة بوقديدة والجلاصي وشوشان. لكن الأيام أثبتت صحة توجهات الرئيس الذي عرف من أين تؤكل الكتف، فحقق في بداية الدوري أفضل انتدابات خارجية من خلال الغيني عمر كالابان والليبي طارق التايب ومن شبان يافعين، هم نجوم تونس في الالفية المقبلة قيش الزواعني وزياد الجزيزي وأمير المقدمي وعماد المهذبي وحلمي الغزواني وناجي باشا ومحمد المكشر والعيد ودي