في الوقت الذي باشرت "دار صدام للمخطوطات" حملات تفتيش واسعة طاولت المكتبات العامة والمدرسية في بغداد والمحافظات لنقل المخطوطات الإسلامية والعربية النادرة وصيانة المهملة منها، أعلن مدير "مكتبة أمير المؤمنين". في النجف التي تضم امهات الكتب والوثائق النادرة ومنها رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم الى المقوقس عظيم لاقباط ومصحفاً شريفاً خط بيد الامام علي بن أبي طالب عليه السلام، ان مكتبته تسعى للحصول على موقع في شبكة المعلومات الدولية "انترنت" لعرض كنوزها وتسهيل الاتصال بالجامعات "انترنت" لعرض كنوزها وتسهيل الاتصال بالجامعات ومراكز البحث والمؤسسات الثقافية ووسائل الاعلام المختلفة. وأشارت صحيفة "الاتحاد" الأسبوعية الصادرة في بغداد عن مدير المكتبة علي جهاد الحساني ان المصحف الشريف نسخ على جلد غزال بالخط الكوفي غير المنقط وعليه حركات الدولتين الأموية والعباسية، الى جانب كتب مخطوطة لعدد من علماء المسلمين مثل ابي حنيفة النعمان وأحمد بن حنبل ومحمد جمال مكي العاملي وزين الدين بن علي العاملي ومخطوطات وقعها علماء المسلمين القدامى والمعاصرين. واذا كان تاريخ التأسيس الرسمي للمكتبة يشير الى عام 1953 فإن مديرها يؤكد ان تأسيسها الفعلي يسبق هذا التاريخ بأربعين عاماً حين احتلت موقعاً كبيراً في منزل مؤسسها الشيخ عبدالحسين احمد الأمين وكانت تضم حينها نحو 15 ألف عنوان فيما تضم الآن 650 الف عنوان من مطبوعات ومخطوطات ودوريات. وأكد الحساني: "ان المكتبة تضم مجموعة قيمة وفريدة من نوعها في مصادر علوم القرآن والحديث والفقه والقانون بحسب مصادره في مختلف دول العالم، الى جانب المصادر في علوم الطب والهندسة والفيزياء والكيمياء وعلم الاجتماع". وفي جنبات المكتبة تحتل كتب التفسير موقعاً لافتاً الى كتب الحديث اضافة الى مجموعة قيمة لفقه المذاهب الاسلامية وكتب في الأصول والتاريخ الإسلامي والعربي ومجموعة ضخمة من عيون كتب الأدب والشعر. وتضم المكتبة نفائس من المخطوطات مقسمة بحسب العلوم فالى جانب مجموعة قيمة من المصاحف خطت بأيدي نساخ عرب واتراك ومخطوطات تفسير القرآن الكريم وكتب الحديث، هناك مخطوطات يعود تاريخها الى سبعة قرون وتضم مخطوطات في علم الأصول والتاريخ والفلك والهيئة والرياضيات والأدب ومنها مخطوطة "كتاب السبعين" لجابر بن حيان الكوفي. وتبدو الحاجة الى عرض مقتنيات هذه المكتبة الكنز خلال موقع على شبكة المعلومات الدولية، لها جدواها لجهة نوادرها المعرفية والتاريخية والفنية، غير ان هذه الرغبة الموضوعية لمدير المكتبة تصطدم بحواجز اساسية فاستخدام الشبكة محدود جداً في العراق فكيف الحال مع انشاء موقع فيها وهو ما يبدو مستحيلاً في الوقت الحالي، فالمواقع العراقية على الشبكة رسمية فقط ولا موقع متاحاً لجهة ثقافية خارج الاطار الرسمي. ومن النوادر الفنية الرفيعة في المكتبة مصحف شريف منسوخ على رق ثعبان طوله خمسة أمتار ونصف المتر وبعرض ثمانية سنتمترات، ومصحف سمي بالقرآن المشجر الكتابة، كتب على شكل طيور بطول ستة أمتار وعرض عشرة سنتمترات ويرجع الى أكثر من أربعة قرون وناسخه هو السيد محمد علي الحسيني، وتمتلك المكتبة حبة عقيق بحجم حبة الفاصولياء كتبت عليها أربع سور من القرآن الكريم هي الفاتحة والأخلاص والكوثر والكرسي. وللمسكوكات حصة في المكتبة، فهناك مسكوكات نقدية تعود الى الاكسندر الكبير 650 ق.م وانتيغوس الثاني 281 ق.م ومسكوكات من العهد الأموي والعباسي والقاجاري وفترة الاحتلال التتري ومسكوكات لهولاكو وأخرى من العهد العثماني. وضمن خطتها لحصر المخطوطات والمراجع المهمة اعلنت "دار صدام للمخطوطات" أنها على استعداد لشراء المخطوطات من مالكيها لقاء مبالغ قيمة، كما نقلت صحيفة "الاتحاد" عن مدير عام الدار اسامة النقشبندي الى ان المخطوطات المعرضة للتلف بقصد أو من دونه ستتم مصادرتها ومحاسبة الشخص المعني بحسب "قانون الآثار".