} اعتقل في باريس امس، الابن المدلل للرئيس الراحل فرنسوا ميتران، في اطار تحقيقات في ملف العمولات على صفقات اسلحة الى افريقيا، شملت عدداً من الشخصيات التي تولت مناصب سابقاً، بعد ورود اسمائها في اسطوانة كمبيوتر عثر عليها صدفة. اعتقلت الشرطة القضائية في باريس على ذمة التحقيق امس، جان - كريستوف ميتران، نجل الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران، في إطار قضية عمولات على صفقات أسلحة فرنسية الى افريقيا، شملت أيضاً الكاتب المليونير جان - لو سوليتزر. وكان اسما ميتران وسوليتزر وردا مع أسماء أخرى، على أسطوانة "كومبيوتر"، عثرت عليها الشرطة خلال عملية دهم، وتضمنت لائحة بأسماء الأشخاص والمؤسسات التي تقاضت عمولات على مبيعات الأسلحة التي قامت بها شركة "برنكو انترناشونال" للدول الافريقية. ومعروف أن ميتران الابن الذي كان يلقب عن خبث ب"والدي قال لي"، نظراً الى انعدام شخصيته وسعيه الدائم للتستر وراء موقع والده الرئاسي، شغل منصب مستشار للشؤون الأفريقية لدى قصر الإليزيه، بين عامي 1986 و1992، أي في عهد والده. وكانت افريقيا في تلك الفترة في طليعة أولويات السياسة الخارجية الفرنسية، في ظل علاقات تعاون اقتصادي ومالي وعسكري مكثف. وتفيد المعلومات المتوافرة لدى القضاء الفرنسي أن جان - كريستوف ميتران استغل شبكة العلاقات الافريقية التي أقامها بحكم منصبه، لمساعدة مدير شركة "برنكو انترناشونال" بيار فالكون على تزويد انغولا كميات من الأسلحة، من دون إذن مسبق. كما تشير هذه المعلومات الى أن ميتران تقاضى عمولة على هذه الصفقة تقدر بمئات الألاف من الفرنكات الفرنسية، مثله مثل سوليتزر المعتقل أيضاً على سبيل التحقيق. وسبق هذا الاجراء عمليتي دهم نفذتهما الشرطة الفرنسية، لمنزلي ميتران وسوليتزر، مطلع الشهر الجاري، إضافة الى اعتقال المدير العام السابق لمؤسسة "سوفريمي" التي تتولى بيع أسلحة لحساب وزارة الداخلية الفرنسية. وتشمل الملاحقات القضائية أيضاً المدير العام السابق لإذاعة "مونتي كارلو" من 1991 الى 1996 جان - نويل تاسيز، باعتباره من المستفيدين من مبيعات الأسلحة الفرنسية لأفريقيا. وكان القضاء الفرنسي أصدر مذكرة اعتقال دولية بحق الصناعي الروسي الأصل ركادي غيدا ماك الذي يحمل أربع جنسيات مختلفة: إسرائيلية وفرنسية وأنغولية وكندية، ويعد شريكاً لفالكون في مختلف العمليات التي قام بها. كما شملت التحقيقات في هذه القضية النائب الأوروبي جان شارل اركياني، المقرب من وزير الداخلية السابق شارل باسكوا الذي كانت لديه بدوره شبكة هامة من العلاقات الافريقية. ودهمت الشرطة منزل باركياني في باريس ومقر حزب "التجمع من أجل فرنسا" الذي يتزعمه باسكوا منذ انشقاقه عن الحزب الديغولي "التجمع من أجل الجمهورية"، ومقر المجلس الإقليمي لمنطقة هو دوسين الذي يرأسه باسكوا. وكان ماركياني أشار في بيان أصدره عقب استجوابه، الى أنه أدلى بشهادته حول "ظروف التفاوض حول عقود تعاون في مجال الأمن والشرطة مع عدد من الدول الأفريقية". ويذكر أن ماركياني، كان يعد في ظل تولي باسكوا لوزارة الداخلية الفرنسية، بمثابة رجل المهمات الصعبة في الخارج. وكان له دور بارز في الاتصالات التي دارت خلال فترة احتجاز الرهائن الفرنسيين في لبنان الذي زاره مراراً.