قبل الرئىس الايراني محمد خاتمي استقالة "العدو اللدود" للمحافظين وزير الثقافة عطاءالله مهاجراني، لكنه عينه مستشاراً له فيما افيد ان القائد السابق ل"الحرس الثوري" محسن رضائي سيعلن قريباً ترشحه للانتخابات الرئاسية. طهران - "الحياة"، أ ف ب - أعلنت وكالة الانباء الايرانية ان الرئيس محمد خاتمي قبل امس استقالة وزير الثقافة والارشاد الاسلامي عطاءالله مهاجراني، الذي تعرض لحملة عنيفة من المحافظين. وأوضحت ان خاتمي عيّن مهاجراني مستشاراً لدى رئاسة الجمهورية مديراً للمركز الدولي لحوار الحضارات. وكلف أحمد مسجد جامعي الذي كان يشغل منصب نائب الوزير للشؤون الثقافية، تولي حقيبة الثقافة والارشاد الاسلامي بالوكالة. معروف ان المحافظين حمّلوا مهاجراني مسؤولية ما وصفوه ب"تغلغل ثقافي اجنبي"، والتغاضي عن كتابات اعتبرت مسيئة الى النظام. وكان واضحاً ان الرئيس الايراني تريث في قبول استقالة الوزير، التي تسربت انباء عنها قبل نحو شهرين. وتزامن ذلك مع حملة واسعة شنها القضاء على الصحف الاصلاحية، فعطل صدور معظمها. ويرى مراقبون ان تعيين مهاجراني مستشاراً للرئيس سيشكل تحدياً للمحافظين، في وقت لم تهدأ بعد عاصفة سياسية اثارتها اتهامات لهؤلاء بأنهم يسعون الى عزل خاتمي. وفي هذا السياق دعا الناطق باسم القضاء الايراني حسين مير محمد صادق امس عبر صحيفة "انتخاب" الى "وقف النار" في التجاذب السياسي، واشاد بالرئيس "حبيب الشعب". ونقلت الصحيفة عنه دعوته التيارين الاصلاحي والمحافظ الى "وقف النار والالتزام بالدستور من أجل تسوية خلافاتهما". واعتبر ان "كلا من الطرفين حاول وضع الاصبع على ضعف الطرف الآخر، في حين ليست لأي منهما أشياء خطيرة يأخذها على الآخر" ونبه الى ان "الخلافات يجب ان تحل ودياً والقضاء آخر حل يجب اللجوء اليه". ورداً على "اشاعات" عن مذكرة وجهت الى القضاء تشكك في أهلية خاتمي، نفى صادق ان تكون أي رسالة بهذا الخصوص وصلت الى قصر العدل. في غضون ذلك أكدت صحيفة "إيران تايمز" أمس أن امحسن رضائي سيعلن قريباً ترشحه للانتخابات الرئاسية المقررة في أيار مايو المقبل. ويشغل رضائي، وهو من الشخصيات النافذة في التيار المحافظ، منصب الأمين العام لمجلس تشخيص مصلحة النظام الذي يرأسه الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني. وسيعلن خوضه الانتخابات ك"مرشح مستقل"، علماً أن خاتمي لم يعلن رسمياً عزمه على ترشيح نفسه لتجديد ولايته.