} تدهورت أسعار النفط في الاسواق الدولية أمس الى ادنى مستويات تسجلها منذ نحو ثمانية شهور وسط مخاوف في اوساط المتعاملين من زيادة المعروض النفطي بعد اعلان معهد البترول الاميركي ارتفاع المخزونات واستمرار اعتدال الطقس في اوروبا وبلوغ المخزونات في الدول الآسيوية مستويات مماثلة للعام الماضي. لندن - "الحياة"، رويترز - هبط سعر خام القياس البريطاني للعقود الآجلة تسليم شباط فبراير في بورصة النفط الدولية صباح أمس الى 24.60 دولار للبرميل، بخسارة 38 سنتاً على سعر الاقفال أول من أمس لتصل خسارة برميل النفط الى نحو عشرة دولارات منذ منتصف تشرين الاول أكتوبر الماضي. وكان خام "برنت" خسر 1.24 دولار للبرميل في اواخر التعامل أول من أمس وسط عمليات بيع لجني الارباح ومخاوف في شأن زيادة المعروض النفطي. كما هبط سعر النفط الخفيف الاميركي الخام تسليم الشهر نفسه 78 سنتاً ليسجل 27.18 دولار للبرميل، بعد ان خسر في التعاملات الالكترونية الاجلة في سوق "نايمكس" الاميركية أول من أمس نحو 46 سنتاً للبرميل. وقالت وكالة انباء "أوبك" أمس الاربعاء نقلاً عن امانة المنظمة ان سعر سلة خامات نفط المنظمة السبعة انخفض أول من أمس الى 23.78 دولار للبرميل من 24.38 دولار يوم الاثنين. دولار للبرميل من 38ر24 دولار يوم الاثنين. ولا يزال سعر السلة داخل النطاق السعري الذي اتفقت عليه "أوبك" وهو بين 22 و28 دولار للبرميل لليوم الثالث. وقال متعاملون ان السوق تبني حساباتها على أساس ان منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك ستخفض انتاجها مليون برميل يومياً عندما يجتمع وزراء نفط المنظمة في كانون الثاني يناير المقبل، بل ان البعض يتوقع خفض الانتاج 2.5 مليون برميل يومياً. وحتى الآن كان الطقس معتدلاً في اوروبا ومن المتوقع ان تظل درجات الحرارة أعلى من معدلاتها في الايام العشرة المقبلة، ما يعني ان معدلات الاستهلاك لن تكون مرتفعة وبالتالي سيتراكم المخزون. كما وصل المخزون في الدول الآسيوية الى مستويات مماثلة للعام الماضي. وأعلن معهد البترول الاميركي زيادة قدرها 2.5 مليون برميل في احتياطات الخام الاميركية في الاسبوع الذي انتهى يوم 15 كانون الاول ديسمبر الجاري. وتمثل هذه الزيادة ضعفي ما توقعه المحللون والتجار. وقال ريلوانو لقمان الامين العام لمنظمة "أوبك" ان المنظمة قد تدرس تخفيض الانتاج في اجتماعها الشهر المقبل اذا تبين ان المعروض مفرط. وأضاف لقمان ل"رويترز" في ابوجا عاصمة نيجيريا: "اذا كان يوجد كثير من النفط في السوق فيجب علينا ان ندرس وضع المعروض حينما نلتقي الشهر المقبل. واذا وجد معروض نفطي كبير جداً فيجب ان نسحب بعضاً منه". وفي الوقت نفسه أضاف لقمان لمسة تحذير موجهة فيما يبدو الى صقور الاسعار داخل "أوبك"، قائلاً: "لا شك ان الاسعار هبطت بسرعة خلال الاسبوع او الاسبوعين الماضيين لكن أوبك سيتعين عليها ان تتوخى بالغ الحذر عند اتخاذ قرار". ويتوقع محللون ان يساهم تشدد العراق في المطالبة بالحصول على رسوم اضافية في دعم اسعار النفط. وقالت مصادرنفطية ان بغداد جددت مطلبها بالحصول على رسوم اضافية على مبيعاتها النفطية، ما اثار مخاوف اصحاب العقود من توقف صادرات النفط العراقي مجددا بنهاية هذا الشهر. واوقف العراق صادراته النفطية في الفترة من الاول حتى الثاني عشر من الشهر الجاري بعد ان امتنع المشترون في اطار برنامج النفط مقابل الغذاء الذي تشرف عليه الاممالمتحدة عن تلبية مطلب بغداد بدفع رسوم اضافية تبلغ 50 سنتاً عن البرميل وتحويلها لحساب مصرفي عراقي مباشرة. وكان العراق استأنف تصدير خام البصرة الخفيف يوم الاربعاء الماضي بعد ان تخلى عن مطلب الرسوم الاضافية بالنسبة للمشترين الذين تكبدوا غرامات باهظة لتأخرهم عن استلام شحناتهم بينما كانت ناقلاتهم تنتظر في ميناء البكر العراقي على الخليج. وقالت مصادر صناعة النفط ان بغداد خفضت الان مطلبها الخاص بالرسوم الاضافية الى 30 سنتاً للبرميل في محاولة لاستئناف تصدير خام كركوك من مرفأ جيهان التركي على البحر المتوسط. وقال مسؤول عراقي أمس ان العراق قدم في ساعة متأخرة أول من أمس الثلاثاء اقتراحاً معدلاً الى الاممالمتحدة في شأن اسعار الصادرات النفطية لشهر كانون الاول ديسمبر والنصف الاول من كانون الثاني يناير الى الاسواق الاوروبية.