شدد ملك اسبانيا خوان كارلوس خلال اليوم الثاني لزيارته لبنان، على «أواصر العلاقة التي تربط البلدين»، متمنياً أن «ينتهي لبنان من المآسي التي يمر بها ليقوم معافى بصحة ورفاهية». وأكد «التزام إسبانيا الوقوف إلى جانب لبنان سياسياً وتجارياً وثقافياً وسياحياً، والعمل على تطوير العلاقات الثنائية». كلام كارلوس جاء خلال تفقده قاعدة «ميخل دي سيرفانتيس» العائدة للكتيبة الإسبانية العاملة في قوات «يونيفيل» في سهل بلاط جنوب لبنان، حيث اطلع على الأوضاع في المنطقة الحدودية وعلى العلاقة التي تربط كتيبة بلاده بالسكان المحليين. وكان الملك الإسباني وصل الى القاعدة الإسبانية - مرتدياً البزة العسكرية - بواسطة مروحية دولية وبرفقته وفد رسمي ضم وزيرة الدفاع كارمي شاكون، رئيس القصر الملكي البرتو آزا وقائد الجيش الإسباني الجنرال خوليو رودريغو. واستقبله عند مهبط المروحيات في القاعدة قائد «يونيفيل» الجنرال الاسباني البيرتو اسارتا. وتوجه الى ساحة القاعدة حيث كان في انتظاره فعاليات لبنانية مدنية وعسكرية. ووضع اكليلاً من الزهر على النصب التذكاري لشهداء الكتيبة الإسبانية الذين سقطوا في الجنوب قبل ثلاث سنوات، واستعرض فرقاً تمثل كتائب القوة الإسبانية. واستمع كارلوس بحسب موقع «ناو ليبانون»، إلى شرح من اسارتا عن دور «يونيفيل» في الجنوب والصعوبات التي تعترضها لتطبيق القرار الدولي 1701. وتحدث أيضاً عن دور «يونيفيل» إلى جانب الجيش اللبناني في تأمين الاستقرار في الجنوب، مؤكداً أن الوضع هادئ حالياً. ورد كارلوس منوهاً بدور «يونيفيل» والكتيبة الإسبانية، لافتاً إلى أن «وجود وحدات عسكرية إسبانية في إطار «يونيفيل» هو تعبير صادق عن التزام إسبانيا بالسلام العادل والشامل في المنطقة، ودعمها استقرار لبنان». وعبّر عن تقديره «العميق للاندفاع والتزام القوة الإسبانية في الجنوب تأدية مهمتها لتوفير الأمن والاستقرار ودعم السكان المحليين»، مضيفاً: «الكتيبة الإسبانية قدّمت جنوداً سقطوا أثناء تأدية المهمة، وهو ما شكّل حزناً لبلادنا ولزملائهم ولي شخصياً». ثم عقد اجتماع مغلق ضم كارلوس واسارتا وكبار ضباط الكتيبة الإسبانية. وعاد كارلوس بيروت ومنها غادر الى بلاده منهياً زيارة رسمية للبنان وصفت ب«التاريخية». وودعه في المطار رئيس الجمهورية ميشال سليمان ووزيرا الخارجية علي الشامي والداخلية زياد بارود والوزير ميشال فرعون الذي كان رافقه على متن الطوافة التي اقلته الى الجنوب. موراتينوس وكان موراتينوس يرافقه وفد زار رئيس الحكومة سعد الحريري في بيت الوسط، في حضور مدير مكتبه نادر الحريري. وقال بعد اللقاء: «نود تعزيز التعاون الثنائي ليس بين اسبانيا ولبنان وحسب، بل أيضاً بين لبنان والاتحاد الأوروبي»، مشيراً الى أن اللقاء «تناول الوضع في كل الشرق الأوسط، الذي يشكل اولوية كبيرة للرئاسة الاسبانية للاتحاد الأوروبي التي تدعم عملية السلام وقيام مناخ سياسي افضل في المنطقة، والتحضير في شكل مناسب للقمة الثانية للاتحاد من اجل المتوسط والتي ستعقد في برشلونة، ووجهنا دعوة للحريري للمشاركة فيها، كما انه قد يزور اسبانيا قبل القمة من أجل استمرار الاتصالات والحوار بين البلدين والمساهمة في ضمان نجاح القمة». وأضاف أنه أبلغ الحريري «نتائج زيارتي المنطقة، والتي شملت إسرائيل وفلسطين وسورية. وكلانا يعرف أن الوقت حان من أجل التوصل الى سلام نهائي فيها، وكانت وجهات النظر بيننا متطابقة بأن عملية السلام طويلة ومخيبة للامال، وأن الوقت الان هو للعمل على اعادة اطلاق العملية وللقرار السياسي، وعلى جميع الأطراف الان ايضاً الانخراط في محادثات جدية، ونأمل في معاودة المفاوضات والمحادثات الإسرائيلية - الفلسطينية، وكذلك انطلاق بداية جديدة لمفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وسورية، خصوصاً ان الطرفين يعتبران دور تركيا أساسياً جداً». وأعلن دعمه «إنشاء مركز للأبحاث والتكنولوجيا في بيروت في إطار الاتحاد من أجل المتوسط، وستدعم اسبانيا هذا المركز من خلال تقديمات معينة». وعن التهديدات الإسرائيلية للبنان، قال موراتينوس: «أبلغت الرئيس الحريري أنني أجريت محادثات ايجابية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع ايهود باراك. ووجدت أنهما يريدان التوصل الى التزام سلمي وايجابي مع جميع الأطراف وجميع الدول. وأنا مدرك أنه كانت هناك تصريحات وأوضحتها، وعندما كنت في دمشق اتصلت بوزير الدفاع الإسرائيلي الذي قال لي انه يريد فعلاً الحفاظ على الالتزام الايجابي مع جميع الأطراف، لذا اعتقد ان علينا التحرك في بيئة سلمية وايجابية من أجل التوصل الى نتائج جيدة». وزار موراتينوس رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وعرض معه التطورات في لبنان والمنطقة. كما التقى موراتينوس رئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط، وأعرب بعد اللقاء عن رضا بلاده «على الطريقة التي ينظر لبنان بها للمستقبل لناحية الاستقرار وتأكيد الأمل والوصول الى حل نهائي في معضلة السلام في الشرق الاوسط». وقال: «هذا هو برنامج عملي وبرنامج الاتحاد الاوروبي وسنعمل جميعاً مع اصدقائنا، وسأحاول دعم هذا الوضع الايجابي في لبنان». وأكد موراتينوس بعد زيارته الوزير الشامي أن بلاده ستحاول خلال فترة توليها رئاسة الاتحاد الاوروبي «ضمان التطبيق الكامل للقرار 1701 واحترامه. كما سنعمل على توفير فرصة السلام للمنطقة ككل ونأمل ان يكون لنا رؤية واعدة اكثر لمستقبل السلام واستقرار المنطقة». وأوضح الشامي انه طالب اسبانيا «خلال فترة رئاستها للاتحاد الاوروبي ان تساعدنا على تخفيف التناقضات في السياسة الاوروبية والدولية، والعمل على تسريع حل مشكلة الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي والصراع في الشرق الاوسط».