ذكر مصدر مسؤول في وزارة الداخلية السعودية فجر أمس أن بريطانياً يعمل في السعودية أصيب بجروح ليل أول من أمس في المنطقة الشرقية اثر انفجار عبوة ناسفة كان يحاول ازالتها من فوق الزجاج الأمامي لسيارته. وكشفت السفارة البريطانية أن اسم الرجل هو ديفيد براون، وأنه فقد احدى عينيه من جراء الانفجار الذي حدث في مدينة الخبر، وهو الثالث من نوعه خلال شهر واحد في السعودية. وأدى هذا الانفجار الثالث الى تعقد قضية التفجيرات التي استهدفت الرعايا البريطانيين في السعودية. إذ طرح حصوله في مدينة الخبر العديد من التساؤلات عن حجم "العصابة" التي تنفذ هذه الانفجارات ودوافعها. وذكرت مصادر ديبلوماسية غربية معنية أن اسباب الانفجارين الأولين اللذين حصلا في الرياض 15 و 22 الشهر الماضي تعود لنزاعات شخصية بين عصابة تهرّب الممنوعات وتتاجر بها، وكان لبعض البريطانيين الذين استهدفوا بالانفجارين "علاقة ما" بها. وعلمت "الحياة" أن الانفجار الثالث الذي استهدف ليل الجمعة سيارة ديفيد براون الذي يعمل في شركة "العليان" السعودية للمرطبات، حين كان الاخير خارجاً ومعه زوجته من مركز تسوق تجاري في مدينة الخبر. فبعدما قاد سيارته لاحظ وجود علبة كرتونية تشبه علب العصير الصغيرة على الزجاج الأمامي، فنزل من السيارة بالقرب من المجمع السكني الذي يقطن فيه، وتناول العلبة ليرميها فانفجرت بوجهه ما أدى الى فقده احدى عينيه وبتر بعض أصابع يده اليمنى، ولم تصب زوجته بأذى. وقد نقل المصاب فوراً الى مستشفى "أسطون" القريب للعلاج. وعلمت "الحياة" أنه براون نقا أمس الى الرياض للعلاج في مستشفى متخصص للعيون لانقاذ عينه الثانية. وأكد مصدر مسؤول في وزارة الداخلية فجر أمس، بعد نحو 5 ساعات على الحادث، ان الاجهزة المختصة كشفت تفاصيل الانفجار، وأن الاجراءات الأمنية المطلوبة اتخذت، وأن التحقيقات "جارية لمعرفة من وراء الحادث". وكانت السلطات السعودية أوقفت أميركياً وعدداً من المشتبه بعلاقة لهم في انفجاري الرياض. ورغم أن انفجار الخُبر مشابه للانفجارين الأولين ويشير الى علاقة بين الانفجارات الثلاث، الا أن مصادر أمنية سعودية رفضت الاشارة الى ذلك. وقالت أن عمليات التقصي مستمرة والتحقيقات جارية و "لا يمكن أن نجزم بشيء الا بعد اكتمال الحصول على الحقائق". الى ذلك وصفت مصادر شركة العليان للمرطبات البريطاني ديفيد براون الذي استهدفه الانفجار الثالث بأنه "لا يثير الريبة في سلوكه ويتمتع بعلاقات جيدة مع زملائه في الشركة التي يعمل بها البريطاني منذ عامين كمسؤول في ادارة خدمة العملاء". وجددت السفارة البريطانية في الرياض دعوة الرعايا البريطانيين في السعودية - عددهم 30 ألفاً - الى "توخي الحذر وحفظ أمنهم خصوصاً الأمن المتعلق بسياراتهم". وفي لندن قال وزير الدولة بوزارة الخارجية البريطانية بيتر هين بأن "هناك تعايشاً طيباً للغاية بين البريطانيين والسكان المحليين ووجودهم محل تقدير". وأشاد هين في تصريح الى هيئة الاذاعة البريطانية بالجهود السعودية للتحقيق في قضايا الانفجارات وقال "أنهم - السعوديون - بدأوا تحقيقاً على وجه السرعة وهم تعاونوا معنا بشكل تام ونحن مقتنعون بأنهم يهتمون بهذه القضية مثلنا"، وأشار الى "وجود فريق تحقيق بريطاني يحقق في الأمر الى جانب السلطات السعودية". وكانت "الحياة" قد أشارت قبل يومين الى ان ثلاثة ضباط من سكتلانديارد زاروا السعودية للاطلاع على نتائج التحقيق في الانفجارين الأولين.