دعا الرئيس الايراني محمد خاتمي الى عدم توجيه الاتهام بالكفر والارتداد الى المخالفين في الرأي، وندد بالحملات التي تستهدف سياسته الاصلاحية واعتبر انها تدل على "وجود مرض تاريخي وهيمنة الاستبداد في ايران". حذر الاصلاحيون خصومهم المحافظين من فتح باب "تهم الارتداد" وذلك في رد على توجيه المحكمة الخاصة برجال الدين الاتهام الى حسن يوسفي أشكواري أحد رجال الدين الاصلاحيين. ورأت هيئة التنسيق بين قوى الجبهة الاصلاحية ان توجه تهمة "الارتداد" تشير الى "وصول معارضي الاصلاحات الى طريق مسدود، وتعبر عن دخول اجراءات هؤلاء المعارضين منعطفاً جديداً لإخراج الاصلاحات عن مسارها، بعد توقيف الصحف الاصلاحية واعتقال وسجن عدد من الشخصيات الاصلاحية". يذكر ان اشكواري اتهم بالإساءة الى المقدسات الاسلامية وانكار ضرورة من ضروريات الدين وأحكام القرآن عن طريق مهاجمة الحجاب وانتقاد بعض القوانين الجزائية الاسلامية، وعبر اطلاق مواقف ضد النظام الاسلامي في مؤتمر عن ايران عقد في برلين قبل اشهر، ووجهت اليه ايضاً تهمة "المحارب ضد النظام والمفسد في الأرض"، وقد تصل عقوبات هذه التهم في حال اثباتها الى الاعدام. ويرى الإصلاحيون ان مرحلة جديدة من الضغوط بدأت تُمارس ضدهم، وفي قائمة أولوياتها اجبار الرئيس خاتمي على التنحي وعدم خوض الانتخابات الرئاسية المقررة في ربيع العام المقبل. ويبدو واضحاً في مواقف خاتمي حجم الضغوط التي يتعرض لها، خصوصاً على صعيد سياسته الاقتصادية والثقافية، ومن ابرزها الضغوط لإقصاء وزير الثقافة والارشاد عطاءالله مهاجراني الذي قدم استقالته لخاتمي في ظل لغط كبير حول قبولها أو عدمه. لكن زوجة مهاجراني خديجة كديور قالت: "ان الاعلان عن قبول هذه الاستقالة سيتم في الأيام القليلة المقبلة"، وسط أنباء اخرى تتحدث عن احتمال سحبها. وذكرت الصحف الايرانية أمس أ ف ب ان الرئيس الايراني ندد بالحملة "الموبوءة" التي تستهدف سياسته الاصلاحية، وحذر من انفجار موجة من الغضب اذا استمر خصومه المحافظون بتجاهل ارادة الشعب، ودافع أول من امس امام تجمع من الطلاب المتعاطفين معه، عن رئاسته قبل اشهر من الانتخابات الرئاسية المقبلة. وشدد خاتمي على انه ليس بطلا وان على الشعب ان يكافح للحصول على حقوقه اذا اراد النجاح للاصلاحات في ايران. ونقلت الصحف عن خاتمي قوله ان الحملة ضد الاصلاحات "تدل على وجود مرض تاريخي وهيمنة الاستبداد في ايران". واستنكر خصوصا اغلاق الصحف الاصلاحية بعد بضعة اسابيع من فوز الاصلاحيين في الانتخابات التشريعية التي جرت في شباط فبراير الماضي. وتساءل: "لماذا نريد حظر طريقة في التفكير للدفاع عن طريقة اخرى، لماذا نعتقد بأن مع رحيل شخص، ينهار نظام فكر بكامله" وذلك في إشارة الى مهاجراني، واستنكر "شن حرب كبيرة لتشويه سمعة شخص يراد إقصاؤه". على صعيد آخر، عثر على جثتين لأحد عناصر الحرس الثوري وأحد عناصر المتطوعين البسيج في أحد أنهار مدينة رباط كريم في محافظة إسلام شهر.