تتفاوت تقديرات الشركات الاستشارية عن حجم عمليات التجارة الالكترونية في السنة الفين التي يمكن تسميتها "السنة الالكترونية" بعدما شهدت بدايتها انتهاء اسطورة "عفريت السنة الفين" الذي تمثل بالخوف والقلق من الفوضى الناتجة عن اعتماد العالم بأجمعه على اجهزة الكومبيوتر التي كان يخشى ان لا تعرف قراءة الرقمين الاخيرين "صفر صفر" من السنة الحالية. وشهدت السنة منذ بدايتها ارتفاع حجم عمليات التجارة الالكترونية في بريطانيا والاقطار الأوروبية الى حدود تجاوزت خمسة بلايين دولار مقابل ارتفاع الرقم اميركياً الولاياتالمتحدة وحدها وكسر حاجز العشرة بلايين دولار، وفي تقديرات متفائلة حاجز 12 بليوناً في حين ان "التجارة الالكترونية" لن تسجل في آسيا اكثر من ثلاثة بلايين دولار في أفضل الحالات. وتبين ان النساء أقل المستهلكين استخداماً لشبكة الانترنت لأنها تقضي على "لذة التسوق"! وحسب تقديرات مجموعة "غارتنر" ارتفع حجم التجارة الالكترونية في الولاياتالمتحدة، ويزيد عدد سكانها على 260 مليون نسمة، من 6.3 بليون دولار عام 1999 الى 10.7 بليون دولار السنة الجارية في حين تتوقع شركة "جوبيتر ميتريكس" ان يصل الرقم اميركياً الى 11.6 بليون دولار مقابل توقعات شركات "ان.دي.بي" ان يصل الرقم الى 12.5 بليون دولار. وحسب أرقام نشرتها هيئة التجارة الفيديرالية الاميركية على الانترنت يمكن ان يصل عدد الاميركيين الذين اشتروا هدايا وبضائع في الشهر الأخير من السنة موسم الاعياد الى ما بين 20 و35 مليون شخص. ويُقدر المحللون، الذين يتابعون التجارة عبر الشبكة، ان ينفق كل مستخدم اميركي للانترنت بين 240 و265 دولاراً على شراء هدايا، اي بنسبة 40 في المئة اكثر مما انفقه العام الماضي. وساعد في الزيادة النسبية الكبيرة للمبيعات الاميركية عبر الشبكة ان المخازن الكبرى كافة سهلت الشراء عبر مواقعها واعطت حسومات راوحت بين 5 و10 في المئة للذين يشترون بضائع عبر الشبكة. في المقابل لم تستطع الشركات الكبرى البريطانية، خصوصاً الاستهلاكية فيها، تأمين سوق رائجة للبضائع وايصالها في الوقت المناسب الى المستهلك. ومن أكثر البضائع تسويقاً عبر الشبكة الاميركية الألعاب الالكترونية واجهزة الهاتف النقال وحتى الاجهزة الكهربائية مثل البرادات والتلفزيونات والغسالات وألعاب الفيديو واجهزة الكومبيوتر وألعابه المختلفة. في حين تمثلت البضائع المستهلكة في بريطانيا عبر الشبكة بالمواد الغذائية طويلة العمر وحتى بالبطاطا اضافة الى الثياب والألبسة التي تسوقها كاتالوغات الموضة اضافة طبعاً الى الكتب والالكترونيات. وفي استطلاع نشرته صحيفة "فايننشال تايمز" لرجال الاعمال تبين ان ثلاثة ارباع شركات التسويق عبر الانترنت فشلت في الرد على المستهلكين خلال 24 ساعة، كما ان 50 في المئة من الطلبات إما وصلت متأخرة أو لم تصل على الاطلاق. وما أضر بالتجارة الالكترونية في بريطانيا التحذيرات التي أطلقتها شركات بطاقات الائتمان للتنبيه من مخاطر استخدام البطاقات في مواقع شركات "غير معروفة". وتشير توقعات شركة "سابينت" الى ان المبيعات عبر الشبكة الالكترونية في بريطانيا قد تصل في كانون الأول ديسمبر اي في موسم الاعياد وحده الى 630 مليون استرليني، وفي المانيا الى 350 مليوناً، بينما لن تزيد في فرنسا على 75 مليون استرليني. بينما تشير توقعات شركة "فورستر" الى ان حجم مبيعات الدول الثلاث في كانون الأول ستتجاوز بليوني يورو ما يعني ارتفاع حجم التجارة الالكترونية في القارة العجوز الى حدود 5.38 بليون دولار. ومع ان سكان أوروبا 15 دولة يتجاوز عدد سكان الولاياتالمتحدة بنسبة 1.6 في المئة تقريباً إلا ان حجم التجارة الالكترونية لا يزال أقل بنسبة 50 في المئة لتأخر الأوروبيين في دخول عالم الشبكة عن الاميركيين ولأن كلفة الاتصالات لا تزال عالية مقارنة مع كلفة الاتصالات في الولاياتالمتحدة. ومن المعوقات امام التجارة الالكترونية في أوروبا انهيار عدد من شركات الخدمات في التجارة الالكترونية بعدما تراجعت قيمتها اثر انهيار شركات ما يعرف باسم "الاقتصاد الجديد" ما دفع بالمستثمرين الى وقف ضخ اموالهم فيها الأمر الذي أدى الى عرقلة نشاطها.