أكد مسؤولون في جهاز الأمن السوداني أنهم رصدوا عملاً منظماً في مدن عدة تعد له حركة التمرد لاغتيال شخصيات وخطف آخرين والسيطرة لفترات محدودة على قواعد جوية. في غضون ذلك، علق رئيس الوزراء السابق زعيم حزب الأمة السيد الصادق المهدي على اعتقال السلطات أعضاء قيادة "التجمع الوطني الديموقراطي" المعارض، معتبراً أن اجتماع هؤلاء مع المسؤول السياسي في السفارة الأميركية "أمر طبيعي"، لكنه انتقد الموقف الأميركي من بلاده، خصوصاً دعم واشنطن لحركة العقيد جون قرنق. وأعلنت مصادر في جهاز الأمن السوداني في بيان وزع على الصحف ونشر أمس، أن الأجهزة المختصة رصدت عملاً منظماً في مدن الخرطوم وكوستى وسط والأبيض غرب والدمازين شرق المتاخمة للحدود الاثيوبية، يعد له "الجيش الشعبي لتحرير السودان" بقيادة العقيد جون قرنق. وذكرت أنها رصدت وصول عناصر من "حركة التمرد" الشهر الماضي إلى مدينة كوستى، وأن العناصر عقدت ثلاثة اجتماعات خططت خلالها للسيطرة على قاعدة كنانة الجوية، ومكاتب الاستخبارات العسكرية والاستيلاء على مخازن للأسلحة، واعتقال بعض الضباط وخطف وزير في حكومة ولاية النيل الأبيض. وأضافت ان خلايا من "الحركة" اطلقت عليها اسم "سلفا"، في إشارة إلى اسم نائب جون قرنق في الحركة سلفاكير ميارديت، جاهزة لتنفيذ مهمات تخريب في الخرطوم والأبيض. وعزت المصادر الأمنية تزامن التخطيط لهذه العمليات واتهام قادة "التجمع" المعارض في الداخل بالإعداد لانتفاضة مسلحة لإطاحة الحكم بدعم أميركي، إلى "خطة معادية تنفذ تباعاً وعبر محاور عدة تستهدف عرقلة الانتخابات" المقررة غداً. وكانت السلطات الأمنية اعتقلت سبعة من قادة "التجمع" المعارض أثناء اجتماعهم مع المسؤول السياسي في السفارة الأميركية الذي طرد من البلاد وغادر الخرطوم الخميس الماضي، واتهمتهم بالتخطيط لعمليات تخريب وانتفاضة لإسقاط الحكومة. وعلق المهدي في لقاء مع سفراء الدول العربية في الخرطوم ان "من الطبيعي أن تجتمع القوى السياسية مع المسؤولين الأجانب ذوي الاهتمام بالشأن السوداني". لكن المهدي لم يبرئ ساحة الولاياتالمتحدة من التآمر الذي اتهمتها به الخرطوم بعد اجتماع مسؤول من سفارتها مع قادة المعارضة. وانتقد رئيس حزب الأمة الموقف الأميركي من السودان، ووصفه بأنه "خطير ومبني على معلومات خاطئة". وقال إن واشنطن "استقت معلوماتها عن السودان من أكثر الشخصيات الأميركية تشدداً"، ورأى ان الولاياتالمتحدة "تسعى إلى إبعاد السودان عن محيطه العربي وتستخدم زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان جون قرنق لضرب المبادرة المصرية - الليبية".