في إطار فاعليات "المؤتمر الدولي الثاني للإعاقة والتأهيل" الذي عقد في المملكة العربية السعودية أخيراً بجهد من "جمعية الأطفال المعوقين في السعودية" و"مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة"، قدم بحث عن آفاق العلاقة بين تقنيات الكومبيوتر والإنترنت والإعاقة. في دراسة بعنوان "آفاق تعامل المعوق الأعمى مع الكومبيوتر والإنترنت" أوضح الدكتور عبدالمطلب بن احمد المسح أن الإنترنت تمثل تقدماً علمياً وحضارياً هائلاً ونقلة نوعية في مسيرة الإنسان الحضارية، وقال إن الخدمات التي يقوم بها الكومبيوتر والمعلومات التي تقدمها الشبكة وما يركب عليها من خدمات تعليمية واتصالية وخدمات بحث علمي تعدُّ أفقاً نوعياً في موضوع الإعاقة. ويمثل المعوقون فئة مهمة في أي مجتمع. وتشكل الإعاقات البصرية ثلث الحالات فتمنع التعامل السهل مع تقنيات الحضارة. وتحدث عن أهمية بعض الأجهزة والبرامج لإدخال المعلومات الى جهاز الحاسوب، مثل الإملاء الصوتي ولوحة مفاتيح "برايل"، والإخراج مثل قارئات الشاشة والطابعات والمترجمات وشاشات "برايل" والمتصفحات الضوئية، وكلها تيسر سبل استخدام المعوق للحاسوب. في دراسة دكتور عبدالملك بن سلمان السلمان، وعنوانها "الاتجاهات والتطورات الحديثة في تقنية الحاسوب والإنترنت لخدمة المعوقين بصرياً"، تناول التطورات الحديثة في تقنية الحاسوب والإنترنت والموجهة الى هؤلاء، إذ تؤدي دوراً لا يستهان به في ترابط أطراف العالم بعضه ببعض وتسهيل عملية الاتصال وإنجاز الأعمال في وقت قياسي خلافاً لما كان الاتصال قبل ظهور هذه التقنية. فقبل ظهور اجهزة الحاسوب الآلي كان المعوق بصرياً يلاقي مشقة كبيرة في تحويل الكم الهائل من المعلومات صورةً يمكنه التعامل معها من دون الاستعانة بأحد. وبعد ظهور الحواسيب الآلية أخذت هذه المشكلة بالانحسار، وبدأت التقنية تطوع نفسها لخدمة هذه الفئة، فظهرت أجهزة متخصصة لإدخال المعلومات الى الكومبيوتر وإخراجها منه بطريقة سلسة وسهلة تناسب الشخص الكفيف من دون مساعدة. وأدى الأمر الى كسر الحاجز النفسي والمعرفي بين المبصر والكفيف، فأصبحا متواكبين في العلم والمعرفة. وظهرت برامج شبكية مصممة لخدمة الأشخاص المبصرين باستخدام الصور ومقاطع الفيديو والوصلات الناقلة الى صفحات أخرى الى جانب النص. وفي المقابل وفرت هذه الشبكة خدمات لتسهيل استخدام الإنترنت مع وضع أسس ومعايير لتصميم المواقع المتوافقة مع إمكانات برامج قارئات الشاشة وكذلك تقنية VOIP التي تقدمها بعض الشركات، خدمة إضافية لتصفح الإنترنت في حال عدم توافر جهاز الحاسوب الآلي، ما يسهل وصول المكفوفين الى الشبكة العالمية. ولم تقتصر الثورة التي أحدثها الحاسوب والإنترنت على تطويع التقنية فحسب، بل وتعدته الى محاولة تغيير نمط نظام "برايل" نفسه ليتقارب مع الحاسوب، من خلال محاولة تغيير عدد الخلايا الرقمية المستخدمة في الكتابة، من ست نقاط الى ثمان، ما يقربها من بنية الحاسوب وكذلك طرق عرض الرسوم والصور بنظام "برايل".