وافق المسؤولون الأوروبيون في قمة نيس "بالاجماع" امس، على اقتراح فرنسي ببدء حوار حول اطار مؤسساتي جديد للاتحاد، وذلك بحلول سنة 2004، ما يؤجل عملياً الخوض في مواضيع الخلاف حول اصلاح الاتحاد ليستوعب اعضاء جدداً. ودخلت قمة نيس في التاريخ على أنها الأطول للاتحاد الأوروبي، اذ واصل رؤساء الدول والحكومات المشاركون فيها العمل حتى ساعة متأخرة من الليل. وقدمت الرئاسة الفرنسية للاتحاد الأوروبي اقتراحات جديدة في محاولة لتلبية رغبة ألمانيا في اقتراح التصويت النسبي في اتخاذ القرارات. واقترحت فرنسا أن يكون للدول الأربع الكبرى في الاتحاد الأوروبي: فرنساوألمانيا وإيطاليا وبريطانيا، ثلاثين صوتاً لكل منها، إلا أنها اقترحت أن يكون لهولندا 12 صوتاً في مقابل 11 لبلجيكا، ما أثار غضب رئيس الحكومة البلجيكي غي فرهوفستادت الذي كان مصراً على التساوي في التصويت مع هولندا. وأثار اقتراح الرئاسة الفرنسية غضب الدول الصغرى التي وجهت الانتقادات للإعداد الفرنسي للقمة. واتهم رؤساء الحكومات علناً الرئيس الفرنسي جاك شيراك أنه لا يستمع إلى رغباتهم ويتصرف كما يشاء، مع تقديمه مصالح فرنساوألمانيا على باقي المصالح. وحاولت الرئاسة الفرنسية في جو مشحون بالخلافات، تقريب وجهات النظر، لذا عدّلت وثيقة العمل التي قدمتها مرتين للتوصل الى وفاق حول مسألة التصويت بالغالبية والتخلي عن حق النقض في المجالين الضريبي والمالي، نظراً الى معارضة بريطانيا الاقتراحات في هذا المجال وفي مجال الهجرة وحق اللجوء وحرية التنقل للمواطنين، لأن ألمانيا تعارض التخلي عن حق النقض في هذا المجال. ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مصدر في الوفد الالماني ان "دول الاتحاد الاوروبي وافقت بالاجماع على الاعلان حول مستقبل الاتحاد". وينص المشروع الجديد على ان تتعهد دول الاتحاد الاوروبي ببدء حوار حول اطار مؤسساتي جديد في العام 2004، لتحديد الصلاحيات بشكل افضل بين الاتحاد الاوروبي والدول الاعضاء. وسيكون موضوع الحوار تحديد "توزيع اكثر دقة للصلاحيات بين الاتحاد الاوروبي والدول الاعضاء، مطابق لمبدأ البدل". وينص هذا المبدأ على ان الاتحاد الاوروبي لا يستطيع ان يتخذ قرارات سوى في المسائل التي لا يمكن تسويتها على المستوى الوطني بغية اتاحة المجال للدول الاعضاء للتمتع باكبر قدر ممكن من السيادة. صحة شيراك الى ذلك انتشرت أمس في أوساط إعلامية عدة في القمة إشاعات عن صحة الرئيس الفرنسي جاك شيراك، فنقلت هذه الإشاعات عن أوساط وفود اخرى للقمة أن جلسات العمل اقتصرت فقط على النهار وبداية المساء ولم تستمر ليلاً لأن الرئيس شيراك يعاني ألماً في ظهره، حتى أن أحد المسؤولين الأوروبيين قال إن شيراك لم يتمكن من حضور العشاء لإرهاق صحي. ولكن أوساط الرئاسة نفت ذلك.