محكمة تنعش آل غور وأخرى تنعش جورج بوش... ومساء امس رفعت المحكمة العليا للولايات المتحدة الاحباط الذي اصاب بوش منذ مساء الجمعة عندما كسرت قرار المحكمة الفيديرالية في فلوريدا السماح باكمال الفرز اليدوي في بعض المقاطعات، طالبة تجميد هذا الفرز الذي كان استؤنف صباح امس ومحددة يوم الاثنين موعداً جديداً للاستماع الى شكوى فريق بوش. وأكدت المحكمة العليا هذه المرة انها تقبل أخذ القضية لبتّها. وقبل ذلك كانت المحكمة الفيديرالية العليا في اتلانتا، التي كان بوش استحثها ايضاً، قررت السماح باستمرار الفرز اليدوي في فلوريدا شرط الا تحتسب النتيجة إلا في ضؤ قرار المحكمة العليا. وكان قرار محكمة فلوريدا اثار اسئلة حول من سيقرر هوية الرئيس المقبل للولايات المتحدة: المحكمة الفيديرالية، محكمة فلوريدا العليا، مجلس فلوريدا التشريعي ام الكونغرس. ومن الواضح ان الناخبين الاميركيين لن يكونوا اصحاب القرار في اختيار رئيسهم الجديد، ما سيثير تساؤلات حول شرعية هذا الرئيس ومدى فاعلية القوانين الانتخابية في الولاياتالمتحدة. ولم ينحصر الانقسام الناجم عن انتخابات 2000 في النتيجة المتقاربة بين المرشحين ولا في المناصفة في مجلس الشيوخ، وانما تعداهما الى الجسم القضائي الذي برهن انه غير منيع امام الاهواء السياسية والحزبية. ومنذ اندلاع ازمة احتساب الاصوات ظهرت اختلافات واضحة في تفسير القانون والدستور بين قاض وآخر وبين محكمة واخرى. فهناك تباين في الاجتهادات القانونية بين محاكم البداية التي حكم معظمها لمصلحة المرشح الجمهوري جورج بوش، وبين محكمة فلوريدا العليا التي أدى تدخلها الى أحيت مرتين آمال المرشح الديموقراطي آل غور بالفوز، على رغم التحذير الذي تلقته من المحكمة العليا في الولاياتالمتحدة حول احتمال ان تكون قد تخطت صلاحياتها حين مددت موعد المصادقة على نتائج الانتخابات وامرت بإعادة الفرز يدوياً. واصبح واضحاً أن اصرار غور على المضي في المعركة القضائية وعدم اذعانه لنتيجة الانتخابات الاولية في ولاية فلوريدا يرتكز الى اقتناعه بأن محكمة فلوريدا العليا لها ميول ديموقراطية وليبرالية خصوصاً أن معظم اعضائها عيّنهم حكام ديموقراطيون للولاية. وفي المقابل يأمل بوش بأن يكون لمحكمة الولاياتالمتحدة الفيديرالية، التي عين معظم اعضائها رؤساء جمهوريون، الكلمة الاخيرة في النزاع خصوصاً ان رأيها الاول في النزاع الحاصل جاء الى حد ما قريباً لآراء فريق بوش القانوني. وادى قرار محكمة فلوريدا العليا الى تقليص الفارق بين غور وبوش الى 193 صوتاً بسبب احتساب نتيجة العد اليدوي في مقاطعة بالم بيتش، التي كانت وزيرة الدولة كاثرين هاريس رفضت احتسابها لأنها تسلمتها بعد المهلة المحددة. وهناك 25699 صوت غير محتسب في مقاطعات حصل فيها بوش على غالبية الاصوات مقابل 17733 صوتاً في مقاطعات ايدت غور. ولا يعني ذلك ان غور سيفوز حتماً بعد الفرز الجديد، إلا ان بوش لا يريد المخاطرة لذا سعى لدى المحكمة العليا في الولاياتالمتحدة ومحكمة الاستئناف الفيديرالية في اتلانتا، الى الغاء قرار محكمة فلوريدا. وكان قرار هذه المحكمة ساهم في تخفيف الضغط على غور للاقرار بالهزيمة بعدما مني بهزائم قضائية مطلع الاسبوع، كما ساهم ايضاً بوقف التصدع الذي بدأ يبرز في تأييد الحزب الديموقراطي له في معركة اعادة الفرز.