دعا وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى امس الى ضرورة استمرار دعم الانتفاضة الفلسطينية، وقال: "ان الاسباب التي أدت إلى إشعالها ما زالت قائمة ومستمرة". وأوضح أن الاجتماع الثلاثي الذي عقد أخيراً في مدينة العقبة الأردنية وضمه هو ووزير الخارجية الأردني عبدالإله الخطيب وامين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس ابو مازن "كان بهدف الاتفاق على اساليب العمل الكفيلة بمساندة الشعب الفلسطيني في نضاله ودعم انتفاضته، ولم يكن هدف الاجتماع، كما أدعى بعضهم اجهاض الانتفاضة الفلسطينية". واضاف موسى في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط ان الآلية العربية لتفعيل قرارات القمة العربية ووضعها موضع التنفيذ ستجتمع في القاهرة بعد غد الأحد لبحث الوضع في الأراضي الفلسطينية وتطوراته منذ اجتماع القمة العربية وهذه الآلية هي لجنة التحرك والمتابعة التي قررتها قمة القاهرة. وأضاف موسى أن الاجتماع سيكون على مستوى المندوبين الدائمين لاعضاء اللجنة لدى الجامعة العربية وبمشاركة الأمين العام للجامعة ووزير الخارجية المصري. وقال إن اجتماعاً على مستوى وزراء الخارجية لأعضاء اللجنة ذاتها سيعقد في دمشق بعد اسبوع من اجتماع القاهرة، تضم اللجنة في عضويتها مصر وسورية ولبنان والاردن وفلسطين وتونس والمغرب والسعودية. وسئل عن وجود حديث عن أسس جديدة لاستئناف عملية السلام، وما هي هذه الأسس قال موسى: "يجب التوضيح والتأكيد على أن ما تحدثت عنه لا يتعلق بأسس عملية السلام، فالأسس قائمة وموجودة وثابتة، وهي أسس الشرعية الدولية بقراراتها وأسس الاتفاقات الموقعة وأسس الصيغ المقبولة من جميع الأطراف مثل صيغة مدريد القائمة على قراري مجلس الأمن 242 و338". وأضاف: "ما تحدثت عنه هو أساليب جديدة لابد وأن تكون موضوعية وأن تبتعد عن التحرك الشكلي بحيث تتعامل مع جوهر المشاكل والقضايا". وأشار إلى أن "ما يؤكد هذا ويفرضه هو أننا في مرحلة التسوية النهائية ولسنا في مراحل تمهيدية أو موقتة". وعن المرحلة النهائية التي تتضمن أعقد المشاكل مثل القدس وقضية اللاجئين، قال موسى: "من دون حل مشكلة القدس ومن دون إقرار حق العودة للاجئين الفلسطينيين ومن دون التوجه السليم والموضوعي لحل هذه المشكلة سيظل الصراع العربي - الإسرائيلي وبالتالي لا يمكن بأي حال من الأحوال وفي أي تسوية تجاهل حق العودة للاجئين الفلسطينيين". ورداً على سؤال عن تقويمه للأوضاع في المنطقة ومستقبل عملية السلام في ضوء العدوان الإسرائيلي قال موسى: "لابد من أن تمارس لجنة التحقيق الدولية عملها على الفور، ولابد من ايفاد مراقبين دوليين الى الأراضي المحتلة من دون تأخير". وتساءل: "هل يمكن أن ينتهي الأمر بعملية السلام بهذا العدوان الإسرائيلي وبهذا القتل والتدمير والعنف؟". واستدرك قائلاً: "إن معنى ما يحدث الآن هو أن عملية السلام لا تسير في الطريق الصحيح وعلى جميع الأطراف المشاركة والمعنية ... أن تقدم الحلول وتضع العلاج، لكن - وهذا أمر مهم - لابد أن يتسم العلاج بالموضوعية ولابد أن يلتزم رعاة عملية السلام بالحيدة ولا يجنحوا نحو طرف على حساب الطرف الآخر". وقال إنه يعتقد أن "صورة الوضع الآن في الاراضي الفلسطينية المحتلة بالعدوان الإسرائيلي المتواصل وبالانتفاضة الفلسطينية الباسلة تمثل رسالة صارخة وواضحة للجميع، هذه الرسالة تؤكد ضرورة العودة إلى عملية السلام شريطة أن تكون هذه العودة الى طاولات التفاوض وهادفة الى تحقيق سلام حقيقي وعادل ودائم لا سلام معوجاً وظالماً". وأعرب عن أمله في أن يكون لدى الرئيس الاميركي بيل كلينتون الرغبة في مواصلة جهوده من أجل جمع الأطراف حول طاولة المفاوضات للتوصل لسلام دائم عادل.