قال رئيس الوزراء الأردني السابق السيد طاهر المصري في حديث الى "الحياة" في الدوحة اثناء مشاركته في ندوة عالمية عن القدس نظمتها اللجنة القطرية الدائمة لدعم القدس بالتعاون مع "بيت الشرق" و"البنك الاسلامي للتنمية" ان "الموقف الأردني متعامل مع الحدث الفلسطيني كأنما هو جزء من حياته ووضعه الداخلي ولذلك فهو واضح في مواقفه ويدعم الفلسطينيين". واضاف رداً على سؤال عن العلاقة الفلسطينية - الاردنية، ان العلاقة السياسية ستبقى موضوعاً ثنائياً أردنياً - فلسطينياً الى ان يتطور الوضع على الساحة الفلسطينية ونستطيع ان نعرف ماذا سيتم من ناحية التسوية السياسية، أي ان التفكير في علاقات مستقبلية هو أمر سابق لأوانه لأن كل عملية التسوية اختلفت كما ان المرجعيات اختلفت، كذلك فإن النظرة للمستقبل قد تكون مختلفة ايضاً". ورأى انه لهذا كله "لا داعي للدخول في حديث نظري عن صيغ علاقات سياسية بين الأردنوفلسطين في هذا الوقت". وشدد على انه "يجب ان يكون التركيز مستمراً على الوضع الداخلي في فلسطين وعلى الانتفاضة ودعم نضال الفلسطينيين ووضع القدس وعلى تأكيد الشرعية الدولية، وعندما يتحلق ما نبتغيه يكون لكل حادث حديث وتأتي الأمور في سياقها الطبيعي". وفي شأن رؤيته لسيناريو الاحداث في المنطقة حالياً في ضوء سياسات رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك وتفاعلات القمة العربية الأخيرة في القاهرة، قال "ان مفهومي لبيان وقرارات القمة العربية هو انها اجلت أو جمدت وربما انهت مفهوم التعاون الاقليمي الذي بدأ يتطور ويتنامى مع مدريد وبالتحديد بعد اوسلو". واضاف: "لا بد ان ننظر لهذا الأمر بجدية كبيرة لأن مفهوم التعاون الاقليمي العربي - الاسرائيلي كان هدفاً استراتيجياً لاسرائيل وللولايات المتحدة، وقبل به بعض الزعماء العرب ليس فقط من خلال توقيع اتفاقات سلام لكن من خلال توسيع آفاق التعاون الثنائي مع اسرائيل". وتابع: "ان الانتفاضة وقرارات القمة العربية في القاهرة غيرت هذا المفهوم، وواضح ان القرار المتعلق بعدم التعاون مع المفاوضات المتعددة الاطراف يعني ان هذا الأمر مجمد أو أصبح غير مقبول، وبالتالي فإن اندماج اسرائيل في المنطقة ومفهوم الشرق الأوسط الجديد أصبح امراً بعيد المنال وربما ان قرارات القمة قد انهته، ولذلك فإنه يجب على من يلوم قرارات القمة بأنها ضعيفة ان يراجع هذا المفهوم العام". وسألته "الحياة" عما اذا كان يرى ان هناك خطوات عربية مقبلة في ضوء تقويمه الايجابي لقمة القاهرة وهل يتوقع حدوث تطورات اكبر في القمة المقبلة في الأردن ليبرز موقف اكثر وضوحاً تجاه اسرائيل، فأجاب: "اعتقد ذلك ومن الضروري عمل ذلك لأن قمة عمان في آذار مارس المقبل ستكون قريبة ولا يستطيع الرؤساء ولا يتقبل الرأي العام العربي اعادة وتكرار قرارات أخذت وتم التأكيد عليها قبل ستة اشهر، لذلك لا بد من تطوير قرارات القمة العربية في القاهرة". واعرب عن اعتقاده بأن "المفهوم الجديد الذي بدأ يتبلور واعتقد انه سيصب في قرارات القمة هو تطوير آلية وأسس جديدة لعملية السلام في المنطقة". وأكد ان "الأسس القديمة كما قال وزير الخارجية المصري عمرو موسى وكما هو متفق عليها هي أسس أصبحت غير مقبولة ولا بد من العودة الى أسس جديدة". ورأى ان هذه الاسس الجديدة "مبنية على مبدأين أولهما ان العرب سيركزون على ان أرض فلسطين محتلة وما يقوم به الفلسطينيون من نضال هو تحرير أرضهم المحتلة وان القوات الاسرائيلية قوات احتلال يجب محاربتها ويجب ان يدعم هذا النضال من قبل العالم لأنه حركة تحرير وان هذه الأرض هي آخر أرض محتلة في هذا الكون". واضاف ان "النقطة الثانية تتمثل في ضرورة التشديد على قرارات الشرعية الدولية". واكد ان لا وجود لأي معادلة الآن الا اذا كانت تطبيق الشرعية الدولية وتنفيذها.