أكد العاهل المغربي الملك محمد السادس تفاؤله بحل قريب لقضية الصحراء الغربية، مشيراً إلى أن "ساعة الفرج آتية". وفي تحذير غير مباشر الى المتشددين الإسلاميين، شدد محمد السادس أيضاً على ضرورة احترام حقوق اليهود المغاربة على رغم قطع العلاقات مع إسرائيل. أبدى الملك محمد السادس في خطاب القاه مساء الاثنين - الثلثاء لمناسبة مرور ربع قرن على "المسيرة الخضراء" في الصحراء الغربية، تفاؤلاً بحل قريب لهذه القضية. وقال موجهاً كلامه الى الصحراويين اللاجئين في مخيمات تندوف في الجزائر "ان ساعة الفرج آتية لا ريب فيها" وان المغرب "لن يألو جهداً لرفع الحصار عنهم". وتعتبر الرباط الصحراويين اللاجئين في تندوف "محتجزين قسراً" لدى جبهة "بوليساريو" المدعومة من الجزائر. وركّز محمد السادس على ان أي حل لنزاع الصحراء "لن يكون إلا في إطار الاجماع والسيادة الوطنية والشرعية الدولية". وأعاد تأكيد اقتراح بلاده اجراء حوار "صريح وهادف" مع "بوليساريو" يرمي الى التوصل الى "حل سياسي في ظل السيادة المغربية والوحدة الوطنية والترابية في إطار احترام مبادئ الديموقراطية وتفعيل اللامركزية الواسعة والجهوية"، في إشارة الى تنظيم إداري يمنح المحافظات المغربية صلاحية أكبر في الإدارة المحلية. وأضاف ان "لا مستقبل ولا عزة للرعايا الصحراويين إلا في وطنهم المغرب"، مجدداً النداء لأعضاء "بوليساريو" للعودة الى المغرب. وربط محمد السادس في خطابه الذي القاه في مراكش، بين فلسفة "المسيرة الخضراء" التي سار فيها 350 الف مغربي ومكّنت الرباط من ضم المحافظات الصحراوية العام 1975، وبين دعوة بلاده الى التزام حل سلمي عادل للنزاع العربي - الاسرائيلي. وشرح موقف بلاده من قرار اغلاق مكتب الاتصال الاسرائيلي في الرباط، قائلاً "إن تنكّر الحكومة الاسرائيلية للشرعية الدولية وعدولها عن خيار السلام وتماديها في منطق العدوان السافر على الشعب الفلسطيني جعلنا نبادر الى إغلاق المكتب". وأكد ان موقف بلاده "ليس صادراً عن تعصّب عرقي أو طائفي او ديني". ونبّه الى ان المغرب "لن يسمح في إطار دولة الحق والقانون، بأي مساس بحريات الرعايا وأمنهم وممتلكاتهم ومقدساتهم، أياً كانت عقيدتهم". وأضاف: "إننا حريصون على سيادة القانون والشرعية، وأي مساس بهما سيعرّض مرتكبيه لعقوبات قضائية". ورأت مصادر ديبلوماسية ان الملك عنى بكلامه هذا تحذيراً من المس بالطائفة اليهودية في المغرب، خصوصاً بعد تهديدات صدرت من متشددين إسلاميين استنكروا وجود مسؤولين يتحدرون من أصول يهودية في مراكز صنع القرار في المغرب. وسار نحو مليوني مغربي في تظاهرة كبيرة في الدار البيضاء في أيلول سبتمبر الماضي ووجهوا انتقادات شديدة رويترز الى اليهود ومن بينهم أندريه أزولاي، المستشار الاقتصادي للعاهل المغربي. وأعلن محمد السادس أيضاً التزام الحكومة المغربية "توسيع فضاء الحريات ودعم دولة الحق والقانون". وقال إن الرباط ماضية في إقرار إصلاح شامل لاجراء ضمان الحريات العامة وتأسيس المنظمات وتنظيم التجمعات العامة والانكباب على أوضاع الصحافة، لا سيما لجهة الغاء عقوبة السجن أو تقليصها، في إشارة الى أحكام قضائية صدرت في حق صحافيين مغاربة في منازعات قضائية وسياسية. لكن الملك شدد على ضرورة اقرار قواعد جديدة لضمان الشفافية.