نظم معهد المخطوطات العربية ندوة في القاهرة تحت عنوان "التراث العربي المخطوط في فلسطين" نبّه فيها إلى الخطر الذي يحدق بهذا التراث جراء تعرضه لعملية نهب منظمة من الجانب الاسرائيلي. وتحدث مدير المتحف الإسلامي ومكتب الأقصى خضر إبراهيم سلامة عن واقع المخطوطات في فلسطين فألقى بداية الضوء على تاريخ المكتبات الفلسطينية وارتباطها بالمساجد كمكتبة قبة الصخرة، مشيراً إلى أنه في مطلع القرن العشرين برز الاتجاه إلى تأسيس المكتبات العامة مثل مكتبة الراشدية ودار كتب المسجد الأقصى والمكتبة الخالدية وغيرها. واكد سلامة أن معظم المخطوطات المتبقية في مكتبات القدسوفلسطين عموماً تتعلق باللغة والأدب، أما المخطوطات التي تبحث في التاريخ والعلوم فيبدو أنها تسربت إلى خارج فلسطين. وأشار إلى أن جامعة الأردن قامت في نهاية السبعينات بتصوير ما تحتويه المؤسسات الثقافية والمساجد والأوقاف والبيوت في فلسطين من مخطوطات وسجلات ووثائق. ويقول إن معظم المخطوطات في فلسطين تقريباً تعاني من الأرضة وهذا يستدعي سرعة إنقاذها بنقلها الى أماكن تخضع للشروط الصحية تمهيداً لترميمها. ويؤكد أن الوضع خطير ولا يحل بحلول جزئية بل بخطة شاملة، تراعي تحقيق هذه المخطوطات وتصنيفها. وذكر سلامة أن في الجامعة العربية الآن خمسة آلاف مخطوط ومئة مصحف من فترات تاريخية مختلفة، وبعض السجلات وخطط المدن الفلسطينية كحيفا ويافا وطبرية. ومن جانبه دعا مدير معهد المخطوطات العربية أحمد يوسف الى توجيه الأموال التي تنفق على الندوات المخصصة لتشجب اسرائيل، إلى مشروع قومي عربي لحماية مخطوطات فلسطين. كما دعا يوسف الجهات المسؤولة في فلسطين إلى تحديد متطلباتها بدقة من خلال مشاريع محددة. واقترح بعض الحضور العمل على نشر الوعي بأهمية الحفاظ على المخطوطات الفلسطينية بين رجال الأعمال والأثرياء العرب. واقترح آخرون الاهتمام بدور المجتمع المدني من خلال الجمعيات الاهلية التي يمكن أن تحشد تبرعات وهبات لإنقاذ مخطوطات فلسطين والعمل على جمع المتناثر منها. وتضمنت توصيات الندوة التأكيد على أهمية التراث العربي المخطوط في فلسطين ودوره في الصراع العربي - الإسرائيلي، ووضع خطة متكاملة لتصوير التراث المخطوط في فلسطين، تضع في اعتبارها الجهود التي قامت بها الجامعة الأردنية وتكملها، وإعداد معجم للمؤلفين الفلسطينيين أو الذين كتبوا عن فلسطين يعرّف بآثارهم وأماكن وجودها في خزائن المخطوطات. وخاطبت الندوة المؤسسات الخاصة التي تمتلك الإمكانات المادية لتقديم العون للمؤسسات الفلسطينية، ووضع خطة لاستعادة التراث المنهوب من فلسطين والاستعانة باليونيسكو في هذا الأمر. كما دعت إلى تكوين جمعية أهلية عربية لحماية المخطوطات، وضرورة زيادة الاهتمام الإعلامي بقضية التراث العربي في فلسطين، والشروع في إعداد فهرس موحد لها.