سجّل مسلسل التحريض العنصري على الأقلية العربية في اسرائيل وقيادييها من النواب العرب في الكنيست حلقة جديدة امس حين أصدر المستشار القضائي للحكومة الياكيم روبنشتاين أوامره للشرطة ل"فحص" تصريحات للنائب الشيوعي محمد بركة، رئيس كتلة "الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة" ثلاثة مقاعد أدلى بها في ندوة عقدت، أول من أمس، في جامعة بيرزيت الفلسطينية، لتقرير ما إذا كانت هذه التصريحات مخالفة لقانون الارهاب الاسرائيلي. وبحسب وسائل الاعلام الاسرائيلية، التي اعتمد عليها روبنشتاين في قراره، دعا بركة الجماهير العربية داخل اسرائيل للمشاركة في انتفاضة الأقصى. وكالمتوقع انفلت غلاة النواب من كتل اليمين المختلفة في التحريض على بركة وزملائه النواب العرب، ودعوا الى رفع الحصانة البرلمانية عن بركة ومحاكمته فوراً. ولم يتردد النائب اليميني المتطرف، الروسي الأصل افيغدور ليبرمان الاتحاد القومي الذي شغل منصب مدير عام رئاسة الحكومة في عهد بنيامين نتانياهو، في الدعوة الى ترحيل بركة "الذي يقول انه ابن الشعب الفلسطيني، فليرحل الى حيث يقيم هذا الشعب". ودعا سلفان شالوم، أحد الطامحين الى زعامة حزب ليكود اليميني، الى نزع الشرعية عن كل عضو كنيست لا يؤدي اليمين الدستورية ب"الولاء للدولة اليهودية الديموقراطية". وفي حديث الى الاذاعة الاسرائيلية امس قال المستشار روبنشتاين ان اسرائيل ستتصدى للعنف ولكل من يتفوه بتصريحات تؤدي الى العنف، مدعياً ان تصريحات بركة في بيرزيت "لم ترد في مؤتمر للسلام انما في ندوة حضرها مروان البرغوثي الذي ترى فيه اسرائيل المحرك الرئيسي للانتفاضة، وممثل "حماس" وكلاهما ليسا من أنصار السلام". وفي حديث الى "الحياة" قال محمد بركة: "قلت في الندوة واؤكد ان دورنا كجماهير عربية فلسطينية ليس دور المتضامنين مع شعبنا وانتفاضته وكفاحه، وانما لدينا دور المساهمة من خلال موقعنا المتميز داخل اسرائيل والنضال من اجل الاستقلال واعلان الدولة الفلسطينية وحق العودة. وقلت ان نضال الشعب الفلسطيني هو نضال من اجل الحياة ومعركتنا من اجل البقاء". وأضاف بركة ان المستشار القضائي، الذي سبق وأعد لائحة اتهام ضده في ملف آخر، "وضع امامه هدف ملاحقتنا السياسية وهو يثبت مجدداً انه لا يمثل النزاهة القانونية، انما هو جزء من الهجمة على جماهيرنا وهي محاولة اخرى لن تنجح في كم الافواه". ورداً على دعوة ليبرمان لترحيل المواطنين العرب وقيادييهم قال بركة: "لا يتصورن أحد اننا في وطننا مع علامة سؤال. لسنا ضيوفاً انما أصحاب أرض. نحن هنا قبل مجيء ليبرمان من روسيا وسنبقى هنا أبداً". ودعت النائبة الشيوعية تمار جوجانسكي المستشار القضائي الى العمل لوقف حملة نزع الشرعية عن المواطنين العرب وقيادتهم، وقالت: "من حق المواطنين العرب النضال السياسي والجماهيري من أجل السلام العادل". وحذرت جوجانسكي، في حديث اذاعي، من ان تؤدي حملة التحريض على بركة والنواب العرب الى اعتداء جسدي ينفذه زعران. من جهته دعا النائب عبدالمالك دهامشة الحركة الاسلامية، الذي خضع للتحقيق البوليسي امس بزعم تحريضه على الدولة والشرطة، المستشار القضائي للحكومة الى "التروي ووضع حد للحملة الفاشية ضد الجمهور العربي وقيادته". وقال انه "لا يتراجع عن تصريحاته وان الذي يجب ان يخضع للتحقيق هو الشرطة نفسها التي اوقعت شهداء من المواطنين العرب لمجرد قيامهم بتظاهرات احتجاجية".