استطاع أبناء الجالية العربية في الولاياتالمتحدة أو "الأميركيون - العرب" الحصول على دور شبه اساسي في الانتخابات الرئاسية، بعد عقود طويلة من البقاء على الهامش، منذ وطأت اقدامهم القارة. لكن الشرذمة في أصواتهم، تهدد بضياع فرصتهم الفريدة في لعب دور ككتلة واحدة في الانتخابات. فالعرب الذين يراوح عددهم بين ثلاثة وخمسة ملايين، أصبحوا أخيراً، ناخبين اساسيين ومحط انظار المرشّحين للرئاسة: نائب الرئيس الاميركي آل غور وحاكم تكساس جورج بوش نجل الرئيس السابق، إضافة الى المرشح الثالث رالف نادر اللبناني الاصل. وعيّن المرشحين الرئيسيين غور وبوش مستشارين من أصول عربية في حملتيهما الانتخابيتين، فاستعان غور بجيمس زغبي وهو من أصل لبناني، فيما استعان بوش بجورج سالم وهو من اصل فلسطيني. ويسهم كل من هذين المستشارين في نقل افكار مرشحه ويدافع عنه ويرافقه الى حيث يقيم العرب، وخصوصاً في ولاية ميشيغان التي "يتوقف عليها مصير الرئيس العتيد"، بحسبما قال بعض الاميركيين العرب المتابعين للحياة السياسية في واشنطن. وعلى رغم اعتراف عدد من الاميركيين العرب الذين التقتهم "الحياة" ب"تشرذم" أبناء الجالية، فإن الملاحظ ان القضايا التي تمسهم واحدة، بينها القانون الذي سمح بتوقيف العرب للتحقيق معهم بناءً على ملامحهم الشرق اوسطية، وقضية نقل السفارة الاميركية الى القدس. ودخلت المواقف من هاتين القضيتين وغيرهما، في صلب خطابي المرشحين غور وبوش، سعياً وراء تعزيز شعبيتيهما بين الناخبين العرب، وهو "ما لم يحدث من قبل في تاريخ الولاياتالمتحدة" بحسب اركان الجالية. ورأى زغبي ان المرشحين الديموقراطي والجمهوري اصبحا يتحدثان عن قضايا داخلية تهم العرب الاميركيين، وقال: "هذه اول انتخابات نتمتع فيها بأهمية ودور بهذا القدر، على رغم ان السياسيين يسعون وراءنا في ميشيغان ولا يبالون بنا في نيويورك حيث اعادت هيلاري كلينتون تبرعات تلقتها من مجموعات اسلامية بعدما انتقدها الجمهوريون لذلك. فالحملتان تسعيان الى عدم التورط مع اي مجموعات اسلامية". وجاء كلام زغبي، علماً ان كبرى التنظيمات الاسلامية في الولاياتالمتحدة ابدت تأييدها لبوش، مؤكدة ان برنامجه ينسجم مع تطلعاتها اجتماعياً وتربوياً. وتحدث زغبي عن احصاءات اشارت الى ان ثلث العرب يدعمون غور وثلثهم الآخر مشكّل، فيما الثلث الثالث منقسم بين بوش ونادر. وفي المقابل، اكد سالم على الدور الرئيسي للعرب في الانتخابات الاميركية وخصوصاً في ميشيغان، مشيراً الى سعي حملة بوش للوصول الى الجالية العربية. وقال: "اذا اقترعت الجالية العربية في ميشيغان لبوش فإن ذلك سيعطيها قوة في المستقبل، لأنه اعطى وعداً للعرب بالغاء قانون التوقيف على الملامح وطالب بوقف التمييز ضدّهم". وتحدث عن احصاءات من جهته، افادت ان 43 في المئة من العرب يدعمون بوش، في مقابل 23 في المئة لغور.