حذر اكاديمي فلسطيني خبير في شؤون المياه وال"جيوبوليتيكس"، هو الدكتور جاد اسحاق من خطورة السياسات التي انتهجتها حكومة ايهود باراك في اسرائيل والتي أدت الى تعطيل تنفيذ اتفاقات السلام ومصادرة الأراضي الفلسطينية والتوسع في بناء المستوطنات والاستيلاء على مصادر المياه وكذلك تغيير الواقع الجغرافي والسياسي في مدينة القدس. جاء ذلك في محاضرة ألقاها الدكتور جاد اسحاق، الذي شارك من قبل في اجتماعات رسمية وغير رسميةبين الفلسطينيين والاسرائيليين وذلك في مقر كلية الدراسات الشرقية والافريقية سواس بجامعة لندن ليلة امس. ونظم هذه المحاضرة وعنوانها "الشؤون السياسية - الجغرافية في الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي" مركز دراسات الشرقين الأدنى والأوسط في الكلية، وكذلك المفوضية الفلسطينية العامة في لندن. وأو ضح الدكتور اسحاق ان الانتفاضة الفلسطينية اندلعت وستستمر بعد هذه السياسات الاسرائيلية الخطيرة التي تقوم على عدم تنفيذ اتفاقات أوسلو وكل الاتفاقات الأخرى التي تلتها وكذلك استمرار ابتلاع الأراضي الفلسطينية وبناء المستوطنات عليها ومصادرة الأراضي واعتبارها مناطق عسكرية. وقال الدكتور اسحاق ان حكومة باراك كثفت من بنا ا لمستوطنات وتوسعت فيها حتى بالمقارنة بما فعلته حكومة ليكود بزعامة بنيامين نتانياهو. وعرض الخبير الفلسطيني الذي يرأس مركز أبحاث "أريج" مجموعة كبيرة من الخرائط خلال المحاضرة تؤكد مدى اصرار حكومة باراك على عدم تنفيذ التزاماتها وضرورة الجلاء عن الأراضي الفلسطينية المحتلة. كذلك اقرار حقوق الفلسطينيين المشروعة والتاريخية في القدس والمياه وعودة اللاجئين وكل قضايا المرحلة النهائية والموقتة قبلها. وقال الدكتور اسحاق ان كل فلسطيني يعرف هذه الخرائط وهي السبب العميق للانتفاضة وان الاسرائيليين يعرفون ذلك. وتحدث ايضاً عن سياسة تدمير منازل الفلسطينيين والعدوان على أراضيهم بشكل مستمر على نحو يجعل المناطق الفلسطينية مثل "كانتونات" داخل بحار المستوطنات الاسرائيلية وحيث "يغير البولدوزر الاسرائيلي الحقائق على الأرض". وقال الدكتور اسحاق ان الفلسطينيين رفضوا الخرائط التي قدمها باراك بالنسبة الى القدس خلال مفاوضات كامب ديفيد الثانية وجاء رد الفعل من خلال الانتفاضة. وأوضح ان المواطن الفلسطيني العادي شعر بأن حياته أصبحت في خطر، مشيراً الى ان "لدينا حجارة كافية وكذلك نوايا طيبة تنشد تحقيق السلام العادل والمنصف". وهاجم بشدة الموقف الاميركي المنحاز لاسرائيل والذي جعل اميركا تفقد دورها كوسيط محايد. واختتم الدكتور اسحاق مؤكداً ان الفلسطينيين "سيذهبون الى المفاوضات ولكن الحجارة ستستمر" وان الموقف الذي كان سائداً قبل يوم 28 ايلول سبتمبر، أي ما قبل الانتفاضة لن يعود وان الانتفاضة ستستمر الى ان يحصل الفلسطينيون على حريتهم واستقلالهم ولن يقفوا مكتوفي الأيدي". وتحدى الدكتور اسحاق وسائل الاعلام الغربية ان تنشر هذه الخرائط التي توثق لسياسات التوسع وبناء المستوطنات وتغيير الواقع الجغرافي والسياسي الفلسطيني في الضفة وقطاع غزةوالقدس. وتم ايضاً في هذه المناسبة الاحتفال بصدور "أطلس فلسطيني" يضم 280 خريطة تعتبر انجازاً فلسطينياً تاريخياً.