ذكرت تقارير صحفية أن الزعيم الليبي معمر القذافي بدأ يكثف من تحركاته لإطلاق مبادرة لمصالحة عربية جديدة، وذلك قبل انطلاق أعمال القمة العربية القادمة التي تستضيفها ليبيا يومي 28 و29 مارس/آذار المقبل، التي ستؤول رئاستها أيضاً إلى الزعيم الليبي. وأوضحت المصادر أن القذافي الذي يسعي لإنجاح أول قمة عربية رسمية تعقد في ليبيا وبرئاسته باعتباره عميد الحكام العرب وأطولهم بقاء في السلطة، يقوم حالياً باستكشاف إمكانية دخوله علي خط الوساطة بين مصر وكل من قطر وسوريا لتقريب وجهات النظر بين قادة الدول الثلاث حيال الخلافات العالقة بينهم. ونقلت صحيفة "الأخبار" اللبنانية عن المصادر قولها، ان القذافي يرغب في تفادي أي غيابات مؤثرة عن القمة العربية المقبلة، لافتة إلي أن الزعيم الليبي يراهن علي أن تكون قمة طرابلس علامة فارقة في تاريخ مؤسسة القمة العربية من حيث الأداء ومستوي الحضور والتمثيل. وتوقعت المصادر عقد قمة مصرية ليبية قبل قمة طرابلس بين الرئيس حسني مبارك والعقيد القذافي، لكنها امتنعت عن الإفصاح عما إذا كانت ستعقد في طرابلس أو القاهرة. وكان القذافي أجرى الاحد محادثات مع الرئيس السوري بشار الأسد الذي قام بزيارة مفاجئة إلي طرابلس لم يسبق الإعلان عنها علي رأس وفد رفيع المستوي ضم كلاً من زير الخارجية وليد المعلم وبثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية في الرئاسة السورية. كما أنهى الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري قبل يومين زيارة عاجلة إلي ليبيا دامت عدة ساعات اتجه بعدها إلي الجزائر عقب اجتماعه مع العقيد القذافي. العلاقات العربية العربية في هذه الأثناء، أبدى الأمين العام لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، استياءه من مستوى العلاقات العربية قبل شهرين فقط من موعد انعقاد القمة العادية في ليبيا، كاشفا عن اتصالات ومساعٍ غير معلنة تبذل حالياً لتنقية الأجواء العربية، مشيراً إلى أنه لا يكاد يمر أسبوع واحد من دون محاولة الاتصال بهذا الطرف العربي أو ذاك لتنقية الأجواء وتصفية الخلافات العربية. وامتنع موسى عن الخوض في مبررات استمرار الخلافات العربية، رافضاً الإفصاح عن أسباب الفتور الراهن في العلاقات المصرية السورية من جهة، والمصرية القطرية من جهة أخرى. وأضاف موسي: "لا أشعر بأي راحة أو ارتياح للدرجة التي عليها هذه العلاقات، هناك جهد كبير يبذل من الجامعة العربية وعدد كبير من الرؤساء العرب في هذا الإطار حرصاً علي المصالح العربية لمواجهة التحديات الراهنة ومن أجل بلورة موقف عربي موحد". وامتنع موسي مع ذلك، عن الخوض في مبررات استمرار الخلافات العربية كما رفض الإفصاح عن دواعي الفتور الراهن في العلاقات المصرية السورية من جهة والمصرية القطرية من جهة أخري. ولفت موسي الذي عاد مؤخراً من زيارة دامت يوماً واحداً إلي ليبيا إلي أن أجواء المحادثات التي أجراها مع الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي كانت إيجابية وطيبة للغاية، مشيراً إلي أنها تركزت حول الاستعدادات الليبية لاستضافة القمة العربية المقبلة وجدول الأعمال المطروح علي هذه القمة. وقال موسي: "بحثنا في المسائل الموضوعية وأنا مرتاح للاستعدادات الليبية لاستضافة القمة من جميع النواحي اللوجستية سواء الفنادق ومقار الإقامة ومكان انعقاد القمة وخلافه". وسُئل عما إذا كان هناك جدل يتعلق بإمكانية استضافة العراق القمة العربية العام المقبل في ظل ظروفه الأمنية والسياسية الراهنة، فاعتبر موسي أنه من المبكر الحديث في هذا الإطار قبل انتهاء قمة طرابلس وقال:"يكون الحديث في هذا الموضوع تزايداً مخلاً في الوقت الحالي".