سلطت الأضواء مجدداً على الغواصة المنكوبة "كورسك" وطاقمها ونشرت مقاطع عاطفية من رسالة أحد الضباط الغرقى ختمها بعبارة "تحية للجميع... و... نحن لن نيأس". وكان أعلن قبل أيام عن جزء من الرسالة التي قال فيها ديمتري كوليسينكوف ان 23 من أصل 118 بحاراً كانوا على متن الغواصة، تجمعوا في القطاع التاسع وحاولوا الخروج منها. وأعلن في حينه ان الرسالة كتبت على مراحل وتضمنت معلومات فنية قد تساعد في الكشف عن أسباب الحادث، اضافة الى جزء شخصي موجه الى زوجة كاتبها. وتم الكشف عن الجزء الثاني من الرسالة خلال مراسم تشييع الضابط كوليسينكوف في سانت بطرسبرغ أمس. ووضعت الرسالة في اطار أسود علق فوق تابوت الضابط الذي سجى جثمانه في صالة الاميرالية البحرية في سانت بطرسبرغ لإلقاء النظرة الأخيرة عليه. وفي ما يأتي نص الجزء الذي عرض من الرسالة: "الساعة الثانية الا ربع: أكتب بصعوبة بسبب الظلام الدامس ولكنني سأكتب على العمى. واضح ان الفرص تتضاءل بسرعة، الاحتمالات في النجاة لا تتعدى 10 الى 20 في المئة. نأمل في أن يقرأ احد ما هذه الكلمات، وهذه لائحة بطواقم القطاعات التي تجمعت في التاسع. وسنحاول الخروج مرة اخرى، تحية للجميع، لن نيأس". يذكر ان فرق الانقاذ تمكنت من انتشال 12 جثة فقط من القطاع الذي جرت الاشارة اليه في الرسالة قبل ان تضطر لإيقاف العمل بسبب ما وصف بأنه مخاطر قد تتعرض لها حياة الغواصين. واتجهت فرق العمل الى القطاع الثالث حيث يتوقع ان يوجد عدد من جثث البحارة أيضاً. وأعلن المركز الصحافي لأسطول الشمال ان الغواصين تمكنوا من فتح مدخل الى القطاع الثالث بقطع اجزاء من جسم الغواصة. ثم نقلوها الى الغواصة النروجية "ريفاليا" حيث سيقوم الخبراء بفحصها. وأضاف المصدر نفسه ان الفحوص الأولية اثبتت ان القطاع الثالث أصيب بأضرار بالغة بفعل الانفجار الثاني في الغواصة. وستقرر فرق العمل اليوم امكان الدخول الى هذا القطاع لانتشال الجثث فيه او التوجه الى القطاع الرابع مباشرة. ويذكر ان مخاوف من تسرب نووي في القطاعات الخمس الأولى كان اعلن عنها قبل بداية العملية. وتهدف الجهود التي تقوم بها فرق الغواصين إضافة الى عملية الانتشال اجراء دراسة شاملة عن وضع الغواصة تمهيداً لتعويمها لاحقاً. من جهة اخرى، أعرب ألكسندر بيسكونوف عضو مجلس الدوما عن منطقة ارخا تتفيلسك التي تم فيها بناء الغواصة "كورسك" عن شكوكه بصدد الاحتمالات التي تطرحها اللجنة المكلفة بالتحقيق في الحادث. وقال بيسكونوف في لقاء مع صحيفة "سيفودينا" ان الغواصة "كورسك" بنيت إبان مرحلة كانت فيها "المصانع باردة، والبيوت باردة، ورواتب الموظفين تتأخر او يمنح لهم في مقابلها فتات من الخبز". وتساءل بيسكونوف: "كيف يمكن للعامل أو المهندس ان يؤدي عمله على خير وجه، في وقت ينشغل بالتفكير بعائلته التي يقتلها الجوع والبرد؟".