عثر على رسالة في جيب بحار انتشلت جثته من الغواصة النووية الروسية كورسك التي غرقت في بحر بارنتس قبل ثلاثة اشهر. وأوحت الرسالة بأن افراد الطاقم البالغ عددهم 118 لم يموتوا على الفور بعد انفجارين غامضين داخلها. "لم نتمكن من استخدام مخرج الطوارئ"... هذه العبارة ربما كانت آخر ما كتبه الضابط دميتري كوليسنيكوف أحد بحارة الغواصة "كورسك" التي غرقت في بحر الشمال في آب أغسطس الماضي. وعثر على هذه الرسالة في قصاصة ورق في جيب كولسنيكوف عند انتشال جثته وعدد من زملائه أثناء عمليات قام بها غواصون روس ونروجيون. وغدا اكتشاف الرسالة خبراً مثيراً قطعت محطات الإذاعة والتلفزيون برامجها لبثه، كما شكل برهاناً يؤكد ان أفراد طاقم الغواصة المنكوبة لم يموتوا منذ اللحظة الأولى بل صارعوا لفترة طويلة. جاء في الرسالة: "الساعة الواحدة والربع... الطاقم الخاص بالقطاعات 6 و7 و8 انتقل جميعه الى القطاع التاسع... عددنا هنا 23 شخصاً... اتخذنا هذا القرار بسبب الحادث... لم نتمكن من استخدام مخرج الطوارئ... أنا...". وذكر قائد أسطول الشمال ميخائيل موتساك ان الرسالة كتبت على مراحل بين الساعتين الواحدة والنصف والثالثة والربع وهي تضم معلومات شخصية ولذا ستسلم الى ذوي الضابط، لكنه شدد على انها تحوي "نقاطاً مهمة تلقي الضوء على عدد من الاحتمالات" المتعلقة بأسباب غرق "كورسك". ويرجح الخبراء ان طاقم القطاعات 6 و7 و8 توجهوا بعد الحادث مباشرة الى القطاع التاسع وحاول شخصان أو ثلاثة الخروج من الغواصة عبر مخرج الطوارئ في القطاع التاسع لكن محاولاتهم باءت بالفشل. ويقول مدير المصنع الذي صمم الغواصة ايفورسباسكي ان فرصة للنجاة توفرت للبحارة عبر الخروج من الغواصة. لكنه يرجح ان أسباب عدم تمكنهم من ذلك تعود الى ان غالبيتهم كانوا مصابين بشكل أعاق حركتهم. لكن نائب رئيس الوزراء الروسي ايليا كليبانوف نفى من جهته توافر أي فرصة لانقاذ البحارة. وعلق كليبانوف على القصاصة بالقول انها كتبت بعد وقت قصير من الحادث ولا تؤكد بدقة عدد من بقوا في القطاع التاسع أو هل أفلح جميع البحارة من القطاعات 6 و7 و8 بالتوجه اليه. وأكد كليبانوف ان القطاعات الخمسة الأولى حصرت تماماً عند الضربة الأولى. وشدد على عدم توافر امكانات لانقاذ البحارة، مشيراً الى ان القصاصة كتبت بعد ساعات قليلة من الحادث ولم تكتب بعد ذلك أي كلمة. وستفيد هذه الرسالة خطط عمل فرق الانقاذ تماماً إذ سيجري تجاهل القطاعات 5 و6 و7 و8 والعمل على دخول القطاع التاسع فقط بحيث يتوقع ان يكون فيه عدد كبير من جثث البحارة. وكانت العملية التي بدأت قبل أيام قليلة قد توقفت بسبب هيجان البحر بعدما تمكنت فرق العمل من انتشال أربع جثث لم يتم التعرف بينها الا على صاحب الرسالة. وتنقسم فرق الانقاذ الى ثلاث مجموعات تقوم المجموعة الأولى وهي نروجية بفتح الطريق وكانت هذه المجموعة قد أحدثت ثغرة في القطاع الثامن في جسم الغواصة، وجرى منه الدخول الى التاسع فيما تقوم المجموعتان الأخريان بالتناوب على العمل في الدخول والبحث عن جثث البحارة المنكوبين. وتجري العملية في أجواء من الحذر الشديد بسبب الصعوبات التي تسببها حالة الجو وهياج البحر عدا عن وجود مخاوف جوية من حدوث تسرب نووي.