لم تنجح الاختلافات حول برامج الرعاية الصحية أو السياسة التعليمية أو حتى الضمان الاجتماعي وكيفية انفاق الفائض في الموازنة التجارية، في ترجيح كفة مرشح على الآخر في معركة الانتخابات الرئاسية الأميركية. لذلك اندفع المرشحان الجمهوري جورج بوش والديموقراطي آل غور الى حملات اعلانية هجومية للتجريح بشخصية هذا وذاك. قبل خمسة أيام من موعد الاقتراع بدأ الحزب الجمهوري بثاً كثيفاً للاعلانات الهجومية، خصوصاً في الولايات غير المحسومة، وفيها مشاهد تظهر آل غور في مواقف مناقضة للواقع، وفيها يتهمه خصمه بوش ب"المبالغة" ويفضل عدم استخدام الكذب كوسيلة سياسية. اما الحزب الديموقراطي فاستمر في التركيز على عدم خبرة بوش في قيادة البلاد، مصوراً غور كامتداد للازدهار الاقتصادي الذي تنعم به الولاياتالمتحدة حالياً. كيف تبدو خريطة الولايات قبل أيام من الموعد الحاسم في 7 تشرين الثاني نوفمبر؟ تدل قراءة لخريطة الولاياتالمتحدة معتمدة على الاستطلاعات المحلية الى ان بوش ضمن 213 مندوباً تمثيلياً يمثلون الولايات التي يعتبرها الجمهوريون مضمونة. اما غور فضمن حتى الآن 182 مندوباً عن الولايات. ويحتاج المرشح الى تأييد 270 مندوباً تمثيلياً للفوز بالرئاسة. وسيستمر الصراع حتى يوم الاقتراع على 12 ولاية يمثلها 193 مندوباً، علماً بأن العدد الاجمالي للمندوبين هو 538 يتوزعون حسب عدد سكان الولايات. لذلك تبدو ولايات فلوريدا وبنسلفانيا وميشيغن وويسكونسن وتنيسي ومينيسوتا مكان السباق الحقيقي للوصول الى البيت الأبيض. ويأمل الديموقراطيون، بفضل المرشح لنائب الرئيس جوزف ليبرمان، باجتذاب ولاية فلوريدا التي تصوت تقليدياً للجمهوريين. وفي حال خسر بوش فلوريدا فإنها تشكل صفعة معنوية قوية له، لذا يحاول الرد عبر اجتذاب ولاية تينيسي، وهي ولاية غور. ولم يتغير الوضع في استطلاعات الرأي الأخيرة، إذ حافظ بوش على تقدمه البسيط على غور. وأعطت "سي.ان.ان" بوش 48 في المئة مقابل 43 في المئة لغور و3 في المئة لرالف نادر. وهو المعدل الذي حصل عليه بوش خلال الأيام الستة الأخيرة. اما استطلاع "واشنطن بوست" فأظهر بوش متقدماً بثلاث نقاط أمام غور الذي حصل على 45 في المئة.