بدأت كما يبدو من الوقائع، حرب داخلية اسرائيلية جديدة ضد رئيس الوزراء ايهود باراك، يديرها هذه المرة حلفاؤه الذين يؤيدون استمرار عملية التسوية السياسية، بعدما أدار الحملة الداخلية السابقة حلفاؤه وخصومه الذين يعارضون التسوية السياسية. العنوان الرئيسي في هذه الحرب أعلنه يوسي بيلين وزير العدل، الذي يعتبر نفسه من "حمائم" حزب العمل، والذي لعب دوراً بارزاً في انجاز اتفاق اوسلو. اذ يدعو الى تشكيل حزب جديد يضم في صفوفه القوى المؤيدة لمواصلة التسوية السياسية مع الفلسطينيين، ويركز على تحالف يضم أجزاء من حزب العمل الحاكم، وحزب المركز الذي يرأسه الوزير الحالي والجنرال السابق أمنون شاحاك، وحزب ميرتس اليساري الذي يتزعمه يوسي ساريد، ويحاول بيلين اقناع الاحزاب العربية 10 أصوات بالإنضواء تحت لواء الحزب الذي يتطلع الى خوض الانتخابات طامحاً الى رئاسة الحكومة أو تكوين كتلة برلمانية قوية داخل الكنيست تجعله طرفاً اساسياً في المعادلة السياسية. التقى بيلين مع عبدالوهاب الدراوشة رئيس الحزب الديموقراطي العربي، وعرض عليه الانضمام الى الحزب الجديد، ونقلت وكالة الانباء الفلسطينية "وفا" عن الدراوشة قوله ان بيلين أعرب عن خيبة أمله من سياسة باراك المتعلقة بالتسوية السياسية، وأضاف انه بارك خطوة بيلين، لكنه رفض الانضمام شخصياً أو كحزب الى هذا المشروع. وفي الوقت الذي يواصل باراك جهوده لاقناع ارييل شارون بتشكيل حكومة طوارئ اسرائيلية تضم حزبي العمل وليكود، وتتولى مواجهة الانتفاضة الفلسطينية، أعلن الوزير أمنون شاحاك، وهو مفاوض سابق مع الفلسطينيين، انه سيعارض بشدة اقامة حكومة طوارئ اذا ما أعلن باراك تخليه عما طرحه في كامب ديفيد، تلبية لمطلب شارون. وذكر شاحاك ان معارضته قد تصل الى حد الاستقالة من الحكومة. من جهة اخرى، أعلن عضو الكنيست من حزب "المركز" أوري سافير، وداليا رابين، انهما سينتقلان الى صفوف المعارضة، اذا شكلت حكومة طوارئ مع ليكود، أو اذا وافق رئيس الحزب الذي ينتميان اليه على الانضمام الى تلك الحكومة الطارئة. وكان سبق لسافير ان وصف باراك بأنه معاد لعملية اوسلو منذ بدايتها، ولم ينفذ اتفاقاتها، ويصر على الحلول المستندة الى القوة العسكرية. كذلك انضم الى معارضة باراك، عزرا وايزمان رئيس الدولة السابق الذي أعرب عن خيبة أمله من باراك، وبلغ في معارضته حد المطالبة بعودة بنيامين نتانياهو، داعياً الى "إجراء انتخابات سريعة للتخلص من الحكومة الفاشلة".