بيروت - "الحياة"، أ ف ب - رحب البطريرك الماروني نصرالله صفير باعلان رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري عن بدء الانسحاب السوري من لبنان "اذ يجب ان نأخذ النيات في الاعتبار لكن علينا ان ننتظر لمعرفة ما سيحصل ميدانياً". وقال في حديث لوكالة "فرانس برس": "الأمر يتوقف على طريقة التزام سورية بتعهدها". وأشار صفير في أول تعليق له على اعلان بدء الانسحاب الى "ان سورية كانت أعلنت بدء انسحابها منذ نيسان ابريل الماضي، ثم توقفت في أيلول سبتمبر الماضي بسبب انتقاداتنا وعندما يجري انسحاب يجب الاعلان عنه رسمياً والا فإن الجنود يمكن ان يعودوا وهم لم يعلنوا انسحابهم رسمياً بعد". وأضاف: "بعد 11 عاماً على توقيع اتفاق الطائف تعهدت سورية بتنفيذ ما كان مقرراً ان يتم بعد عامين على تشكيل حكومة وحدة وطنية، وفي حال التزمت بتعهدها سيكون ذلك بمثابة خطوة أولى". وتابع: "ان وجود الجيش السوري ليس هو ما يجعل لبنان خاضعاً لسورية، فقد كانت قوات أميركية وبريطانية وفرنسية في المانيا الغربية، الا ان القوى الثلاث لم تتدخل في السياسة الداخلية الألمانية". وقال: "ما زلت أطالب بالانسحاب النهائي للجيوش السورية ولو أن هذا الانسحاب لن يتم بين ليلة وضحاها في غياب السلام في الشرق الأوسط". ورأى "انه يتعين على الحكومتين اللبنانية والسورية أن تتباحثا بموجب اتفاق الطائف في شروط انتشار الجيش السوري ومواقعه وتفويضه، لكن المهم كي تتم المباحثات ان تكون الحكومة اللبنانية حرة على الأقل في قرارها والا تكون من صنع سورية والا يكون لبنان تابعاً لسورية"، مشدداً على ضرورة "ان تتوقف سورية عن التدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية وان تحترم الحريات الوطنية والديموقراطية والشخصية". وكرر صفير معارضته "للمقاومة المسلحة لاسترجاع مزارع شبعا التي تحتلها اسرائيل". داعياً الى "التفاوض في شأنها من خلال الأممالمتحدة". وقال: "لجأنا الى الأممالمتحدة لترسيم الحدود بعد تحرير الجنوب وقامت سورية بعدها بتوجيه رسالة الى الأمين العام للأمم المتحدة لإبلاغه ان مزارع شبعا لبنانية، لم لا نلجأ الى الأممالمتحدة لتعديل الخط الأزرق من دون اللجوء الى عمل عسكري؟". ورأى "ان المفاوضات هي السبيل الأفضل والا تدهور الوضع وأدى الى عمليات انتقامية من قبل اسرائيل". وقال: "أيدنا حزب الله لتحرير الجنوب، ولو لم تكن هناك وحدة لبنانية لما انسحبت اسرائيل. وكي يصبح الانسحاب كاملاً يجب ان يكون هناك اجماع ليس فقط على الهدف بل على الوسائل".