قال رئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» اللبناني وليد جنبلاط: «لو طبق اتفاق الطائف من الأساس لربما لم تتدهور العلاقات بين لبنان وسورية في الشكل الذي حصل». وأضاف: «في الذكرى الرابعة للانسحاب العسكري السوري من لبنان، من الضروري التذكير بإتفاق الطائف الذي لا نزال على تمسكنا به وهو نص على العلاقات المميزة في اطار احترام سيادة واستقلال كل من البلدين، كما نص على اتفاقية الهدنة مع إسرائيل التي تجمّد حال الحرب من دون الدخول في السلام». وزاد جنبلاط في موقفه الأسبوعي ل«الأنباء» الصادرة عن الحزب التقدمي الاشتراكي: «هنا تبرز أهمية الحوار حول الاستراتيجية الدفاعية لتقوية الدولة في مواجهة الاعتداءات والخروق الاسرائيلية شبه اليومية وردع أي عدوان مستقبلي لا سيما مع الاكتشاف المتتالي لشبكات التجسس الاسرائيلية»، مشيراً إلى «تحقق أحد المطالب الرئيسية لقوى 14 آذار وهو التبادل الديبلوماسي بين لبنان وسورية وهي خطوة أولى على طريق المسار الطويل من تصحيح العلاقات بين البلدين، ويبقى طبعاً عدد من الملفات العالقة التي تستوجب معالجة أبرزها ملف المفقودين والمعتقلين في السجون السورية، ترسيم الحدود، إثبات لبنانيّة مزارع شبعا وحل مسألة السلاح المسمى فلسطيني خارج المخيمات». ورأى أن «هذه المشاكل تقف في طريق إعادة إحياء العلاقات بين البلدين وفق قواعد الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية». وأشار جنبلاط إلى علاقته بالبطريرك الماروني نصرالله صفير، مؤكداً أن «التجربة أثبتت أن العلاقة العميقة والتاريخية مع البطريرك صفير أكبر من أن تكون موضع استغلال من هنا أو هناك، أو أن تخضع لتجاذبات ظرفية ولدّتها تداعيات المرحلة الانتخابية التي ستنطوي بعد فترة وجيزة تستعيد بعدها كل القوى السياسية رشدها ومسؤوليتها الوطنية بعيداً من جو المناكفات والتسريبات». وقال: «هذا الرجل (صفير) الكبير بموقعه ودوره هو الراعي الأول لثورة الارز التي أعادت الأمل للبنانيين بدولة تحميهم وتحقق طموحاتهم، سنستكمل معه وكل القوى السياسية الحليفة مصالحة الجبل التاريخية وسنصونها ونحميها في المستقبل لأنها أصبحت متجذرة ونجحت في طي صفحة الماضي الأليم والبغيض». وقال: «إذا لم يكن الفلسطينيون والارمن أبناء أرض واحدة وأمة واحدة فإنهم أبناء معاناة واحدة وقضية واحدة... وهذا يحتم على الفلسطينيين تجاوز خلافاتهم الداخلية العقيمة وتشكيل حكومة وحدة وطنية لمواجهة المخاطر الاسرائيلية المستمرة لا بل المتفاقمة مع تولي اليمين المتطرف الحكم»، سائلاً: «هل يجوز السكوت عن تهويد القدس وتوسيع المستوطنات؟ ثم ألا يساهم كل تأخير في الاتفاق الداخلي الفلسطيني في تكريس الانقسام الخطير بين الضفة الغربية وقطاع غزة؟ آن الأوان لوعي مخاطر هذا الانقسام الوطني الفلسطيني والخروج من عنق الزجاجة لكي يتاح بالحد الادنى اعادة إعمار غزة وتأمين مقومات الصمود لأهلها». واعتبر أن «هذا الارهاب في العراق يذكرّنا بما حدث في مخيم نهر البارد في لبنان عندما قررت بعض المجموعات المتطرفة فتح معركة مع الجيش اللبناني تحت شعارات واهية. فلماذا يُحرم العراق اليوم من الاستقرار؟». ووجه جنبلاط في ذكرى تأسيس الحزب التقدمي الاشتراكي كلمة إلى أعضائه ومناصريه وأصدقائه، دعاهم فيها إلى «العودة الى تراث كمال جنبلاط». واكد أن «الحزب سيكون في موقعه الطبيعي الى جانب لبنان القوي العربي الملتزم القضية الفلسطينية والعروبة، والى جانب كل الحلفاء في 14 آذار ليحقق الفوز في الانتخابات النيابية المقبلة لأنها بوابة الحفاظ على الديموقراطية والتنوع في لبنان».