فاز الكاتب التونسي حسونة المصباحي، المقيم في ميونيخ منذ العام 1986 بجائزة "طوقان" التي تمنحها مدينة ميونيخ، عاصمة مقاطعة بافاريا جنوبألمانيا لأفضل عمل أدبي للعام 2000 وقيمتها 000،12 ألف مارك عن روايته "هلوسات ترشيش" الصادرة في ترجمة المانية تحت عنوان "العودة الى ترشيش". وكان رشح الى هذه الجائزة أكثر من مئة كاتب. ومنهم كتّاب معروفون من أمثال ميخائيل كروجه، الشاعر والروائي الحائز على جوائز أدبية عدة، والمسؤول عن سلسلة "الآداب العالمية" في دار "هانزر"، والكسندر كلوجه، وغيور ج. أوزفالد وهانس بليشنسكي ومايك فايتزل وبيرنهارد ساتزفاين... وتألفت اللجنة من نقاد وصحافيين. وقالت اللجنة في تقريرها، "إن رواية "العودة الى ترشيش" هلوسات ترشيش هي رواية شخص بدوي الولادة تقوده طرق الحياة والتحصيل العلمي الى الاغتراب. إذاً، الكتاب يحكي قصة نموذجية من عصرنا هذا. وقد أفلح الكاتب في المحافظة على مسافة بينه وبين مواضيعه، من الطفولة في مجتمع بدوي تقليدي حتى المرحلة التي يصبح فيها مثقفاً وكاتباً يقيم في مدن العالم الأول الكبرى. كل ذلك في طريقة سهلة ومقنعة فنياً. فهو يعطي حيزاً للأحلام والأمنيات وللواقع السياسي والاجتماعي، ويرسم صورة جيل من المثقفين العرب الذين لم يتمكنوا من الوصول بعد الى هذا الغرب على رغم كونهم يعيشون فيه. غير أن العودة الى بلدانهم الأصلية التي أصبحت غريبة عنهم باتت مشكلة عسيرة لهم". وفي تقرير لجنة الجائزة أيضاً: "يخوض حسونة المصباحي بطريقة سردية في عالم الحكايات القديمة، عارضاً خلالها ذكريات وأنماطاً من حياة سكان الصحراء. انه يعرض المواجهات والصراعات في العلاقات السياسية والاجتماعية في وطنه الأصلي. ويرسم صورة لشخص اختار البقاء في بلده، من خلال دفتر يوميات تركه صديق له عاش هناك وفي الفترة نفسها. بهذه الطريقة يفتح المصباحي أمام قارئه آفاقاً تبدو معروفة. غير ان الرهان الحاسم هنا هو الطريقة السردية. ان مزجه بين عناصر القص العربية التقليدية والغربية مكنه من أن يحتل موقعاً بين الطيب صالح في روايته "موسم الهجرة الى الشمال" ورشيد بوجدرة في روايته الطليعية "توبوغرافيا"، غير انه يمتلك موقعاً خاصاً". ويتسلم حسونة المصباحي الجائزة في احتفال يقام في دار الأدب ميونيخ يوم 18 كانون الأول ديسمبر المقبل.