أربيل - أ ف ب - تشكل الالغام كابوساً في شمال العراق. تصيب الصغار والكبار من دون تمييز لتقتلهم وتسبب لهم اعاقات دائمة. وصرح هافال هوشيار الذي يعمل مع منظمة ايطالية غير حكومية تنشط في اربيل ان "الالغام تشكل وباءً حقيقياً ولا نعرف عدد تلك التي زرعت في كردستان" العراقية. ويعمل هوشيار في مستشفى تابع لمنظمة "دعم الضحايا المدنيين للحروب" انشئ في 1998 في المدينة التي يسيطر عليها الحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني وهو الفصيل الكردي الذي يسيطر ايضاً على الجزء الاكبر من شمال العراق. واكد ان 70 في المئة من الضحايا هم من الاطفال والمراهقين. ويشكل شمال العراق الذي لا يخضع لسلطة بغداد منذ نهاية حرب الخليج حقلاً حقيقياً للالغام. وقال مسؤولون في اربيل ان القوات العراقية زرعت خلال الحرب العراقية الايرانية 1980 - 1988 آلاف الالغام في المناطق القريبة من الحدود الايرانية. كما زرعت آلاف الالغام الاخرى بعد تمرد الاكراد الذي قمع بعنف في شمال العراق في 1991. ويستقبل المستشفى الذي يضم 120 سريراً ثلاثة او اربعة اشخاص كل شهر اصيبوا في انفجار الغام. وبعد ذلك ينقل هؤلاء المرضى الى السليمانية على بعد حوالى مئتي كيلومتر جنوب شرقي اربيل، وهي مدينة يسيطر عليها الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني، حيث يقوم مركز لاعادة التأهيل تابع للمنظمة نفسها بتأمين اعادة تأهيلهم وتقديم اطراف اصطناعية لهم. ونظراً الى عدم وجود خارطة تدل على مواقع الالغام، تبدو مهمة خبراء ازالة الالغام صعبة. وقال تقني يعمل في المجموعة الاستشارية البريطانية لازالة الالغام "أزلنا الالغام من آلاف الكيلومترات المربعة وعطلنا مفعول الالاف منها". ولا يعرف هذا التقني عدد الالغام المزروعة في المنطقة. لكن 650 رجلا من المجموعة، التي تدعمها منظمة انسانية نروجية، يعملون من دون توقف من اجل تقديم "حياة افضل" للسكان. وتعمل 15 منظمة غير حكومية في كردستان العراق. وقالت مسؤولة في احدى هذه المنظمات "سيف ذي تشيلدرن فاوند" انها تشكل عامل حوار بين الفصيلين الكرديين اللذين يتقاسمان السيطرة على شمال العراق. وقالت نجاة عمر مدرسة اللغة الانكليزية في الماضي التي انتقلت الى العمل الانساني "نعمل معا وهذا يعزز السلام والحوار". واوضحت "هدفنا هو تأمين حياة افضل لاطفال كردستان". وتعمل الاممالمتحدة، التي تتمتع بوجود ايضاً في المنطقة، على حسن سير برنامج "النفط للغذاء"، حيث تستقطع 13 في المئة من عائدات هذا البرنامج لصرفها في شمال العراق. وقال مسؤول في الحزب الديموقراطي الكردستاني في مقر الحزب في صلاح الدين على بعد حوالي ثلاثين كيلومتراً شمال اربيل ان "هذه المبالغ لا تكفي. نريد ان يغطي البرنامج مجالات اخرى مثل البنية التحتية". واكد ان الخبراء "الميدانيين" للامم المتحدة مقتنعون بهذه الضرورة. واضاف المسؤول نفسه الذي طلب عدم كشف هويته "لكن ينبغي ايضاً ان يقنعوا مسؤوليهم في نيويورك".