تالاهاسي، واشنطن - أ ف ب، أ ب - تصاعد الجدل في معسكري المرشحين للانتخابات الرئاسية الاميركية آل غور وجورج بوش قبل ساعات من انعقاد جلسة قد تكون حاسمة للمحكمة العليا في فلوريدا لاتخاذ قرار في شأن احتساب نتائج الفرز اليدوي في ثلاث مقاطعات في هذه الولاية، او تجاهلها على اساس انقضاء المهلة الزمنية التي حددتها سلطات الولاية لتقديم النتائج. وسجل الفرز اليدوي غير المكتمل في مقاطعتي برووارد وبالم بيتش تقدماً لبوش بفارق 843 صوتاً على منافسه، ما يعني تقلص الفارق الذي كان يحتفظ به بوش في الفرز الآلي وهو 930 صوتاً. ودفع ذلك انصار غور الى المطالبة بمواصلة الفرز اليدوي لعل الفارق يواصل التقلص ويتحول تقدماً لمصلحة غور، ما يتيح للاخير الفوز بأصوات الولاية التي يحتاجها للفوز بالرئاسة. وكان مقرراً ان يبت القضاة السبعة الذين تتألف منهم المحكمة العليا في فلوريدا مساء امس، بشأن الاخذ في الاعتبار نتائج عمليات الفرز اليدوي الجارية في ثلاث مقاطعات هي ميامي-دايد وبالم بيتش وبرووارد. وكان مقرراً ان تبدأ الجلسة الساعة السابعة مساء بتوقيت غرينيتش وتختتم الساعة الثامنة بتوقيت غرينيتش، ما يعطي الفريقين الممثلين بألمع المحامين في البلاد، مدة ساعة لعرض حججهم شفوياً امام جمهور محدود و28 صحافياً اختيروا بالقرعة. وطالب فريق المرشح الديموقراطي آل غور الاخذ بالحسبان بطاقات التصويت التي اعيد فرزها يدوياً. ويعتبر الديموقراطيون ان الرهان يكتسي اهمية كبرى والتساؤلات حول سير عملية الاقتراع عديدة تتطلب تعداداً جديداً للاصوات. اما الجمهوريون المعارضون لذلك فطلبوا الاعلان الفوري للنتائج الرسمية التي سبق واعلنتها السبت وزيرة الداخلية في ولاية فلوريدا كاثرين هاريس وتبرز تقدم جورج بوش ب930 صوتاً على آل غور. وابعد من الانتخابات في فلوريدا فان الوصول الى البيت الابيض هو على المحك. وفي الواقع فان المرشح الذي يحصل على اصوات كبار الناخبين ال25 في ولاية فلوريدا هو الذي سيفوز ليصبح الرئيس ال43 للولايات المتحدة. وطلبت هاريس من محاميها اول من امس، التركيز على ان قانون فلوريدا يسمح بتمديد احتساب الاصوات عن الموعد القانوني المحدد، فقط في حالات التزوير والعطل التقني او سوء الاحوال الجوية. ورأى محامو آل غور ان هاريس تجاوزت صلاحياتها برفضها الاخذ بالاعتبار عمليات الفرز الجديدة بعد الاقفال يوم الثلثاء الماضي. وتعتبر المحكمة العليا في فلوريدا مؤيدة للديموقراطيين لأن ستة من القضاة السبعة بمن فيهم رئيس المحكمة تشارلز ويلز معينون من حكام ديموقراطيين سابقين. واتهم حاكم مونتانا الجمهوري مارك راسيكوت من جهته الديموقراطيين ب"انتاج اصوات لغور"، اثناء الفرز اليدوي في مقاطعة برووارد. وقال في مؤتمر صحافي عقده في اوستن عاصمة ولاية تكساس، انه عندما لاحظ انصار الديموقراطيين "تقدم جورج بوش في الاصوات الآتية من الخارج بدلوا القواعد الفرز للحصول على اصوات اضافية لغور". ورفض جو ليبرمان المرشح لمنصب نائب الرئيس على لائحة غور هذا الاتهام في حديث للتلفزيون، كما رفض تصريحات الفريق المنافس ومفادها ان الديموقراطيين حاولوا ابطال صلاحية اصوات عسكريين بالمراسلة باعتبارها مؤيدة للجمهوريين. وقال ان "نائب الرئيس غور وانا لا نسمح ابداً ولا نتساهل" ازاء هذا الامر. الى ذلك اكد الرئيس بيل كلينتون اول من امس الاحد ان المعركة الانتخابية لا تشكل ازمة في نظام الحكم الاميركي وقد تكون جيدة للبلاد. وفي حديث ادلى به لشبكة "سي ان ان" التلفزيونية وسجل اثناء زيارته الى فيتنام، اضاف الرئيس الاميركي انه عندما تنتهي هذه القضية سيبقى "ما يكفي من الوقت امام الرئيس الجديد ليقسم اليمين الدستورية" في 20 كانون الثاني يناير 2001، موعد انتهاء ولايته الرئاسية. غور من جهة اخرى، اعلن ناطق باسم المرشح للرئاسة الاميركية آل غور ان الاخير الغى زيارته التي كانت مقررة الى ناشفيل تينيسي امس وقرر البقاء في واشنطن لاجراء مشاورات حول الانتخابات الرئاسية تتزامن مع انعقاد المحكمة العليا في فلوريدا. وقال الناطق جيم كينيدي انه كان من المقرر ان يلقي آل غور كلمة في ندوة سنوية حول العائلة في ناشفيل في ولاية تينيسي وسط-شرق. ولكن بسبب "حصول تطورات اخيراً ذات طابع قانوني" تتعلق بالانتخابات الرئاسية فانه من المفضل ان يبقى في واشنطن. واضاف كينيدي ان نائب الرئيس الاميركي سيشارك في الندوة عبر الاقمار الاصطناعية موضحاً ان آل غور سيبقى "على اتصال مع فريقه القانوني".