بعدما تحقق التغيير في صربيا، بدأت جماعات معارضة في الجبل الأسود التمهيد لتحركات مماثلة في منطقتها. وشكلت "لجنة المقاومة" في الجمهورية التي تمثل الطرف الثاني في الاتحاد اليوغوسلافي، يقوم برنامجها على الوسائل نفسها التي أنتهجتها المعارضة الديموقراطية في بلغراد والمدن الصربية الأخرى، خلال مقاومتها لنظام الرئيس المخلوع سلوبودان ميلوشيفيتش. وأبلغ عضو قيادة "حركة المقاومة للتغيير الديموقراطي في الجبل الأسود" نيبويشا جوروفيتش "الحياة" التي التقته أثناء وجوده في بلغراد، انه تم تشكيل تنظيمات للحركة في خمس من مدن الجمهورية الرئيسية: بودغوريتسا العاصمة وتسيتنيي العاصمة القديمة ونيكيتش التي ينتمي إليها الرئيس ميلو جوكانوفيتش ودانيلو غراد وبيرانبي، ووزعت منشورات وملصقات تتكون من خريطة الجبل الأسود في داخلها قبضة يد وتحتها كلمة "بوتشينيي!" أي "انتهى" وشعار المقاومة هو "ميلو دوستا بيلو" أي "ميلو جوكانوفيتش كفاية لك". ومعلوم أن "حركة المقاومة الصربية" كانت اتخذت "قبضة اليد" شعاراً لها مع عبارات تحتها منها "غوتوف يي ميلوشيفيتش" أي "جاء أجلك ميلوشيفيتش". تحريك الاعلام وأضاف جوروفيتش أن وسائل إعلام مستقلة أعلنت تأييدها للحركة، وبينها جريدة "دان" اليومية التي تصدر في العاصمة بودغوريتسا، والتي كتبت موضوعاً جاء فيه "المقاومة الشعبية ضد النظم التسلطية، هي إجراء شرعي، خصوصاً عندما تتبع وسائل سياسية وديموقراطية". وأعلنت الصحيفة أنها "ستنشر البيانات التي تصدرها المقاومة في تحركاتها الجماهيرية لإنهاء نظام جوكانوفيتش الذي أصبح آخر ديكتاتور في البلقان، ويحاول تدمير الاتحاد اليوغوسلافي الحالي بالتعاون مع اشخاص مأجورين وأقليات انفصالية وجهات أجنبية حاقدة على ما تبقى من يوغوسلافيا". وأشار جوروفيتش الى أن مطالب المقاومة تقوم على "تحرير وسائل الإعلام المملوكة للدولة من الهيمنة الحكومية وعبادة جوكانوفيتش، وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة بإشراف دولي في موعد أقصاه الربيع المقبل". وأكد أن مناطق بكاملها أعلنت تأييدها للمقاومة، منها عشيرة "فاسوييفيتشي" المنتشرة في مدينة بيراني وحولها شمال الجبل الأسود، إضافة الى شخصيات مشهورة منها رسام الجمهورية المعروف بوغوليوب ارسينييفيتش الذي أعلن في الصحف انه يساند حركة المقاومة التي تشكلت في في الجبل الأسود "لأنها تعمل من أجل الحرية". ويذكر ان الرسام ارسينييفيتش، كان ألقي القبض عليه في صربيا وحكم بالسجن ثلاث سنوات لدعمه "حركة المقاومة الصربية" ضد نظام ميلوشيفيتش. وتوقع جوروفيتش أن تبدأ التظاهرات الشعبية في الجبل الأسود مطلع العام المقبل "إذا لم يستجب الرئيسجوكانوفيتش لمطالب المقاومة". ولا يستبعد المراقبون في بلغراد، أن تكون حركة المقاومة في الجبل الأسود تحظى بدعم "الحركة الديموقراطية الصربية" التي لم يخف الرئيس فويسلاف كوشتونيتسا وقادة آخرون لها، عدم ارتياحهم من النزعة الاستقلالية عن الاتحاد اليوغوسلافي التي لا يزال يثيرها الرئيس ميلو جوكانوفيتش "على رغم انتهاء عهد نظام ميلوشيفيتش الذي كان يتخذه ذريعة لدعواته الانفصالية".