مع اقتراب الخريف من ختامه، برزت وقائع يجدر التنبه اليها عن الآثار الجانبية الضارة لدواء "بي.ي.أيه". PPA أي Phenylpropanolamine الذي يدخل في تركيب عدد من الأدوية الشائعة في علاج الرشح. ويمتاز "بي.بي.ايه" بقدرته على ازالة الاحتقان من الأغشية الداخلية للمجاري التنفسية الأنف والحنجرة والقصبة الهوائية، ما يخفف من رشح السوائل ويسهل التنفس. لذا شاع استخدام "بي.بي.أيه" في عدد من الأدوية المعروفة كعلاج للزكام، والتي يباع بعضها مباشرة من دون وصفه طبية، مثل Day & Night, Benyline Acturim, Travist - D, Dexatrim, Contac 400, Dimetapp وغيرها. ولاحظت الدراسات الحديثة أن "بي.بي.أيه" يتسبب بنزيف في الدماغ، خصوصاً لدى الاناث في سن الشباب. ومن الحلول الممكنة، اعتماد مناعة الجسم الطبيعية في مقاومة الرشح، ودعمها بالفواكه المحتوية نسباً مرتفعة من "فيتامين سي" مثل البرتقال، اضافة الى الإكثار من تناول السوائل الدافئة والعسل. ولا تغيب عن الأذهان ضرورة الراحة التامة واعطاء الجسم فرصة لساعات نوم واسترخاء اضافية، ما يقوي المناعة. وتجدر تجربة بعض اللقاحات المتوافرة، مع التنبه الى محدودية فائدتها في مقاومة فيروس الزكام. ومن المعروف أن الزكام مرض فيروسي، وتكمن صعوبة علاجه في التغيّر المستمر للشكل الخارجي للفيروس الذي يسببه. وعند التعرض للإصابة، يكوّن الإنسان أجساماً مضادة Antibodies مناعية لمقاومة الفيروس. لكن الجسم لا يتوصل أبداً الى تكوين مناعة دائمة، فتغيّر الفيروس يجعل من الفيروس "الجديد" مقاوماً للأجسام المضادة التي كونها الجسم في التعرض السابق. ويزيد في صعوبة العلاج أن الفيروسات لا تتأثر بمضادات حيوية Antibiotic، التي تقضي على البكتيريا ولا تؤثر في الفيروس. ويبقى علاج الرشح معتمداً على التخفيف من الأعراض في انتظار أن يتغلب الجسم على الفيروس.