نشبت أزمة مفاجئة بين حزبي الوفد الليبرالي والتجمع اليساري في أولى تجليات نتائج الانتخابات البرلمانية المصرية التي انتهت الاربعاء الماضي وأسفرت عن حصول الأول على سبعة مقاعد والثاني على ستة مقاعد، وهو ما قد يؤثر على إمكانات التنسيق بين أكبر حزبين معارضين في البرلمان. وتصاعد التلاسن بين قادة الحزبين إثر إتهام قادة الوفد للتجمع بالتنسيق مع الحكومة في الانتخابات ما أدى إلى نجاح مرشحي الحزب اليساري وفي مقدمهم زعيمه التاريخي خالد محيي الدين واسقاط مرشح الليبراليين في دائرة كفر شكر السيد محمد سرحان. واستغرب الأمين العام للتجمع الدكتور رفعت السعيد ما يردده رئيس حزب الوفد الدكتور نعمان جمعة، وقال ل"الحياة" إن "الوفد يعيش أزمة عميقة بعد الصدمة التي تلقاها من نتائج الانتخابات وحصوله على سبعة مقاعد فقط بعدما أعلن رئيسه أحقيته في مئة مقعد واكتشف مدى هشاشة شعبية الحزب، وهو يبرر خسائره بتوزيع الاتهامات على الآخرين". وكان الوفد اتهم الشرطة باعتقال انصار مرشحيه في دائرة كفر شكر لمساعدة زعيم التجمع خالد محيي الدين في الفوز، وتبنت صحيفة الحزب حملة في هذا الاتجاه ضمن سياق انتقادات حادة ولاذعة لسياسات الحكومة في المعركة الانتخابية واتهامها بتزوير الانتخابات لمصلحة أنصارها. وعزا مراقبون التلاسن بين الحزبين الى الصراع في شأن زعامة المعارضة داخل البرلمان والتي يؤكد الوفد أحقيته بها لتفوقه العددي، لكن السعيد قال ل"الحياة": إن "التجمع غير منشغل بهذه المسألة الشكلية فلا قيمة لها وظل البرلمان خمس سنوات من دون زعيم للمعارضة، ونحن نتوقع ازدياد هجوم الوفد على التجمع في محاولة لتثبيت مبررات غير صحيحة عن أسباب فشل الحزب في الانتخابات". ويرى مراقبون أن المواجهات السياسية المفاجئة بين الحزبين ربما تؤدي الى تبدل خريطة التحالفات داخل البرلمان واتجاه الوفد إلى تفضيل التعامل مع نواب "الإخوان المسلمين" على رغم اعتماد الدكتور جمعة سياسة "العمل المنفرد" وميل حزب التجمع الى منح الأولوية للتنسيق مع الكتلة الناصرية بسبب التقارب الفكري بين الاتجاهين. وعُلم أن قيادتي الحزبين ستعقدان اجتماعاً عاجلاً في غضون أيام كلاً على حدة لدرس نتائج الانتخابات وإعلان موقف رسمي من أحداثها، وأساليب التعاطي مع البرلمان الجديد، خصوصاً في ضوء التشكيلة السياسية الجديدة التي أبرزت تقارباً بين الكتل المختلفة مع تميز جماعة "الاخوان" بحصة مساوية لعدد نواب الاحزاب. ولم يستبعد السعيد تنسيق المواقف مع النواب الناصريين السبعة في البرلمان.