يحاول الكتاب تجليات الأزمنة مقاربة تاريخ الانسان في الجزيرة السورية التي اعتبرت علمياً مهداً للحضارات ووضعت تحت الدرس العالمي بفروعه المتطورة في علوم السلالات وعلوم الاناسة وعلوم الحفريات والآثار. ويهدف الكتاب تغريد جعفر الهاشمي وحسن حسين عقلة، دار الطليعة الجديدة 2000 الى وضع مدخل لدراسة حضارات الجزيرة السورية وآثارها وإعداد سفر موسوعي شامل لمنطقة الجزيرة أو للنهرين وروافدهما لمقاربة التواريخ للحوادث زمنياً وتصاعدياً على مدى 9 آلاف سنة عند ظهور الحياة على ضفاف الفرات منذ الخامات الاولى للصوان وحتى مرحلة الغزو المغولي للمشرق العربي. ويستفيد الكتاب من التنقيبات الجديدة التي اضاءت معاتم من تواريخ هذه الحضارة. وأهم هذه الاكتشافات شواهد الحضارات النطوفية نسبة الى نطوف في فلسطين. ويرى الباحثان أنها مرحلة انتقالية بين العصرين الحجري القديم والحديث، ويربطان الخصائص الجامعة مع مثيلاتها في المدن الحضارات المجاورة الواقعة على البحر المتوسط. ويتابع الكتاب الأحقاب والحضارات تصاعدياً ويدرس كل حقيبة وحضارتها بمعاينة أهم المكتشفات الى إشارات اخرى وهي ان جبل عبدالعزيز كان مستوطناً في فترة عصر البرونز المبكر اذ تدل النباتات النهرية المكتشفة في القبور على وجود مصدر مائي او رطوبة. وشهدت منطقة الفرات مرحلة جافة اتسمت بالحرائق في الألف الثالثة الى الثانية قبل الميلاد ما أدى الى هجرة سامية وانهيار الحضارة السورية المبكرة. ويدل الرقم الذي عثر عليه في دور كاتليمو على كثرة الحيوانات المستأنسة وتطور اساليب الرعي.