لندن - "الحياة"، رويترز - أدت التطورات السياسية والأمنية في منطقة الشرق الاوسط، وفي طليعتها الانفجار الذي ضرب سفينة حربية اميركية في ميناء عدن، القريب من منابع النفط في الخليج، الى دفع اسعار الخام الى أعلى وبلوغها حدود 35.22 دولار لبرميل "برنت" في فترة بعد الظهر من التداول في بورصة النفط الدولية في لندن. وقال متعاملون في لندن ان السوق تنتظر تأكيد وزارة الطاقة الاميركية عن البيانات التي أظهرت انخفاض مخزون النفط والمنتجات قبل ان تستأنف الاتجاه الصعودي، كما ان اتضاح الموقف في الشرق الاوسط يساعد في تحديد اتجاهات الاسعار. ومع اعلان السعودية امس انها حافظت على مستوى امداداتها للاسواق في تشرين الثاني نوفمبر المقبل، قال وزير النفط والثروة المعدنية السعودي علي النعيمي في تصريحات امس الخميس انه يخشى "ان يتجاوز المعروض النفطي الطلب في ربيع السنة المقبلة في نصف الكرة الشمالي وان اوبك قد تضطر الى خفض الانتاج من اجل دعم الاسعار". ونقلت صحيفة "فرانكفورتر الغماينه تسايتونغ" عن النعيمي قوله: "ان الاقتصاد الدولي نشط الآن والطلب على النفط اخذ في الارتفاع لكننا نخشى ان يتجاوز المعروض في الربيع المقبل الطلب". واضاف: "يُحتمل ان نضطر لوضع الآلية موضع التنفيذ من اجل خفض الانتاج للمحافظة على السعر في نطاق بين 22 و 28 دولاراً". وقال النعيمي: "ان هذا النطاق السعري معقول وعادل". وكان الوزير يشير الى آلية ضبط اسعار النفط التي تتيح ل "اوبك" تعديل حجم الانتاج في حدود 500 الف برميل يومياً ارتفاعاً اذا ظل سعر سلة خامات اوبك فوق 28 دولاراً للبرميل طوال 20 يوم عمل، ونزولا اذا انخفض السعر عن 22 دولارا لمدة عشرة ايام عمل. وبلغ سعر سلة خامات "اوبك" السبعة الاربعاء 30.54 دولار للبرميل. واستوءنف العمل بالآلية في اول تشرين الاول اكتوبر مع بدء سريان اتفاق "اوبك" في ايلول سبتمبر لزيادة الانتاج بواقع 800 الف برميل يومياً. وقال النعيمي: "ان الامر سيستغرق بعض الوقت لكي تصل احدث زيادة في الانتاج الى السوق". وتابع ان زيادة الانتاج "لن تصل الاسواق الاوروبية والاميركية قبل النصف الثاني من تشرين الثاني نوفمبر، وعندئذ فقط سنرى تأثيرها". وقدر الوزير الطاقة الانتاجية الفائضة لبلاده بواقع مليوني برميل يومياً واجمالي الطاقة الفائضة لدول "اوبك" مجتمعة بواقع ثلاثة ملايين برميل يومياً. وقال النعيمي انه يأمل ان يختفي عنصر عدم الاستقرار في السوق مع انحسار التوتر في الشرق الاوسط. ونقلت الصحيفة عن الوزير قوله "ان اسعار النفط الحالية لا يحددها العرض والطب فقط انما تحددها ايضا عوامل مضاربة تنشأ من المخاوف من انقطاع الامدادات او حدوث اختناقات في الانتاج". ويأمل النعيمي ان تسفر المحادثات الشهر المقبل بين منتجي النفط والمستهلكين عن خفض حدة القلق في شأن الامدادات بين الدول المستهلكة. وقال: "الهدف المهم هو خلق مناخ من الحوار بين المنتجين والمستهلكين". ومن المنتظر ان يشارك وزير الطاقة الاميركي بيل ريتشاردسون والمفوضة الاوروبية لشؤون الطاقة لويولا دي بالاسيو في اجتماع 17 تشرين الثاني في الرياض. وتابع: "سيعطي المنتجون تأكيدات بأن امدادات النفط الخام لن تمثل تهديداً وانهم يشعرون بأنهم ملتزمون باستقرار السوق".