يُعتقد ان مسؤولي الكرة السعودية مهووسون بتغيير المدربين وعاشقين لاقالتهم بين الفينة والأخرى، لكن هذا الامر يطال الجميع... والدليل ان جل مدربي الفرق المشاركة في البطولة الحالية جدد وحديثو العهد. مدرب الريان عبدالله سعد حلّ قبل أيام قلائل خلفاً للبرازيلي سانتوس، لكن اللاعبين لم يكونوا غرباء عن سعد كونه ابن بلدهم. مدير الكرة في الريان علي داود، أوضح ان التغيير كان لا بدّ منه "لأن الفترة التي قضاها البرازيلي أثرّت بشكل كبير على الفريق وأضرت به، علماً بأن سانتوس اوجد خللاً في صفوف الفريق... والمصيبة ان اصلاح هذا الخلل يحتاج الى عمل شاق وفترة طويلة لتجاوز تبعاته". والحديث عن مدرب الوحدات - العراقي كاظم خلف - لا يختلف كثيراً سوى ان خلف تولى المهمة قبل شهر، كما سبق له ان اشرف على الفريق ذاته من 1990 الى 1994. وينعم المدرب العراقي برضى الادارة والجماهير ومحبة اللاعبين وقناعتهم به، ما يفسر التطور الكبير الذي شهده. ومن الشمال المغربي، جاء الفريق الطامح شباب المحمدية تحت اشراف المدرب الاسباني، من اصول عربية، بدرو روسيليو طارق، وهو تولى مهمته قبل 40 يوماً فقط. ونجح في تغيير ملامح الفريق للأفضل نظراً لخبرته. اما مدرب اتحاد عنابة نورالدين مازاريتا، وهو اصغر المدربين في البطولة الحالية 39 عاماً، فيصف تجربته الحالية بأنها مرحلة انتقالية نظراً لسياسة تجديد الدماء التي يسير عليها النادي، وتغيير معظم أركان الفريق الى دماء شابة. وعلى الخطى ذاتها، سار الاتحاد القطري، حامل اللقب اذ تعاقد مع المدرب البوسني مرسال قبل شهرين فقط. وفي ما يبدو ان هذه الفترة القصيرة لم تسعفه لاعداد جدول تدريب يتعرف من خلاله على امكانات لاعبيه، لذا جاءت خسائره فادحة في هذه البطولة وافقدته لقبه. واعاد العربي الكويتي مدربه السلوفاكي جان بيفارنيتش الذي سبق له الفوز بثلاث بطولات مع الفريق قبل عامين، ثم ابتعد عنه وعاد اليه قبل ثلاثة أشهر وحقق معه بطولة محمد الخرافي التنشيطية بفوزه على السالمية 2-صفر. ويبدو أن بيغارنيتش حريص على تجديد علاقته مع البطولات، ولا شك أن البطولة العربية الحالية تعد أحد أهم اهدافه. أما جعفر ضرار مدرب المريخ، فقد استلم الفريق مع بطولة الصداقة الدولية في أبها قبل نحو أربعة اشهر. وهيأ فريقه لتقديم عروض جيدة، وهو لا يزال مرشحاً لتجاوز الدور الاول. واعاد الهلال مدربه الروماني ايلي بالاتشي الذي لا يحظى بقبول جماهيري كبير خصوصاً بعد ابعاد النجم المحبوب يوسف الثنيان. اما مدرب النصر، البرتغالي آرثر جورج فهو الابرز بين الموجودين في البطولة اسماً وفعلاً اذ أن الفريق "الأصفر" قدم تحت اشرافه عروضاً راقية جداً وتقدم بخطوات ثابتة نحو التأهل. وعلى عكس كل المدربين السابقين، يأتي مدرب جبلة رفعت الشمالي الذي يقود فريقه منذ نحو 25 عاماً يدعمه في موقفه توليه رئاسة النادي منذ 14 سنة. ويتضح من خلال القراءة السابقة حداثة تجربة معظم المدربين مع فرقهم. ويبدو أن قرار التعاقد معهم جاء بهدف تطوير الجوانب الفنية، ورفع الروح المعنوية للاعبين. واللافت ان هناك خمسة مدربين وطنيين فضلاً عن روسيليو طارق الذي ينتمي الى اصول عربية.