لو كان لي الحق بأن أوجه رسالة للولايات المتحدة نيابة عن كل مسلم عاقل، ماذا كان يمكن أن أقول في رسالتي هذه؟ أقول: أيها الشعب الأميركي العظيم، تحية لك من قلب مسلم أدمته الأحداث الجسام التي تشاهدها أنت كل يوم في فلسطين، فهل ما تراه يؤثر في مشاعرك؟ هل ما يحدث عدل؟ هل ما تشاهده تقره وتعتقد أنه حافظ على حقوق الإنسان؟ هل قتل العزّل والأطفال في معارك الشوارع عدل؟ لقد عانى الشعب الأميركي من الاستعمار وقاومه حتى حصل على الحرية، ووضعت ضمن تشريعاته وقوانينه أنظمة لمحاربة الاستعمار، ووقف الشعب الأميركي في الأربعينات والخمسينات مع عدالة حق الشعوب في النضال ضد الاستعمار، ووقف الشعب الأميركي ضد النازية حفاظاً على حرية الدول التي احتلها الألمان، ووقف الشعب الأميركي ضد كل الممارسات غير الإنسانية في العالم، فماذا يحدث الآن؟ إن كل فلسطيني، طفلاً أو يافعاً أو امرأة أو كهلاً، يقتل بالمال الأميركي، وبالتالي فإن إثم ذلك هو على كل الأميركيين الذين يدفعون الضرائب التي يذهب منها سنوياً أكثر من ستة آلاف مليون دولار لإسرائيل. لو افترضنا جدلاً أن الأرض الفلسطينية التي استعمرتها اسرائيل قبل عام 1967م هي جدلاً أرض يهودية، كما يحلو للأسف لبعض غير العادلين تسميتها، فماذا عن الأرض التي احتلتها إسرائيل في عام 1967م وصدرت فيها قرارات من مجلس الأمن الذي تشكل أميركا اهم عناصره، ومن الأممالمتحدة التي تساهم أميركا ب25 في المئة من ميزانيتها، وتدعي أنها تحقق وتعمل بجد على تنفيذ قراراتها؟ إذاً، فالشعب الفلسطيني يحارب اليوم ليتحرر من الاستعمار الإسرائيلي في الضفة الغربية وغزة أليس كذلك؟ أليس من حقهم أن يكون لهم أرض ودولة، وحق في تقرير مصيرهم؟ ألهذا يقتلون؟ نعم، وبمساعدتكم، وأنتم الذين تدعون في قوانينكم أنه من حق الشعوب التحرر من الاستعمار... إذا كان 2 في المئة من الأصوات، وهو لا شك رقم مبالغ فيه حيث أن عدد الناخبين اليهود لو صوتوا كلهم معاً لما زاد عن 1 في المئة، يستطيع ان يسيطر على رجال الحكم، ويجعلهم موظفين لدى إسرائيل يخدمون مصالحها في كل العالم، فماذا عن الأميركيين من غير اليهود؟ ماذا عن 99 في المئة الباقين؟ أليس لهم قيمة ليعمل السياسيون الأميركيون على خدمة مصالحهم، وعدم تحميلهم وزر هذه المجازر؟ إن أخطر ما يمكن ان تفعله اي حكومة قادمة هو الاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل. عندها لن نعتبركم فقط آثمين بدم القتلى في إسرائيل، بل سنعتبركم أعداء للمسلمين والمسيحيين على السواء. وسنعتبر ما تدعون إليه من حقوق الإنسان وغير ذلك إنما هو سفه تشتملونه ضد الشعوب والدول لتدميرها لمصلحة إسرائيل والصهاينة. أحمد محمد باذيب