اعلن وزير العدل الفلسطيني السيد فريح أبو مدين أن السيدة ماري روبنسون ستصل إلى الاراضي الفلسطينيةالمحتلة اليوم تنفيذاً للقرار الدولي الصادر من اللجنة الدولية لحقوق الانسان بالتحقيق في الجرائم التي ارتكبتها اسرائيل في الاراضي الفلسطينية. وقال أبو مدين في حديث ل"الحياة" إن القيادة الفلسطينية "ستطلب من القمة الاسلامية التي ستعقد في قطر إعداد الملفات لمحاكمة مجرمي الحرب في اسرائيل كما حدث في كوسوفو والبوسنة ورواندا وبوروندي، وان تكون هناك محكمة دولية خاصة حتى لا تعترض عليها الولاياتالمتحدة". وأضاف أن "القادة والجنرالات الاسرائيليين يجب أن يشعروا بأنهم مطاردون في كل دول العالم، وأن العرب سيقومون بمطاردة مجرمي الحرب وعلى رأسهم ارييل شارون". ودعا الدول العربية والاسلامية الى المساندة في مطاردة المجرمين الاسرائيليين لمحاكمتهم، واشار الى ان السلطة الفلسطينية "لم ولن تطلب من العرب الدخول في حرب لأن ذلك بعيد عن التصورات في ظل الوضع الحالي. كما دعا الدول العربية الى إرسال رسائل احتجاجية على تصريحات وزير خارجية اسرائيل بالوكالة شلومو بن عامي التي تحدث فيها باسم الولاياتالمتحدة قائلاً ان "اميركا ستستخدم حق الفيتو ضد أي تحرك لحماية الفلسطينيين" وتساءل: هل أصبح بن عامي المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الاميركية؟". وكشف أبو مدين أن القيادة الفلسطينية ستطرح على القمة الاسلامية قائمة سوداء بأعضاء الكونغرس الاميركي الذين يشكلون "اللوبي الصهيوني" ليتم منعهم من دخول الدول العربية والاسلامية. وقال: إن "ذلك، لو تم اقراره، سيكون خطوة مهمة جداً، خصوصاً ان هؤلاء الاعضاء لهم مصالح تجارية وسياسية في الدول العربية والاسلامية"، مشيراً الى أن هناك قوائم سوداء لآلاف الشخصيات العربية والاسلامية الممنوعة من دخول الولاياتالمتحدة. وسُئل عن رفض السلطة الفلسطينية التحدث عن محاكمة رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك رغم مطالبة الشعوب العربية بمحاكمته. فقال أبو مدين: إن "الشعوب العربية لها رأيها، ونحن نريد أدوات لها صفة القانون، والشارع العربي حسم أمره بالنسبة الى اسرائيل، وهو يرفضها تماماً ويرفض وجودها من أساسه، وهذا حق وعدل، واسرائيل تريد سلاماً اسرائيلياً والشارع العربي يدرك ماذا تريد اسرائيل، ولكن نحن نتحرك في إطار الممكن، ونتحرك في ظل مقررات شرعية ودولية". واتهم واشنطن بممارسة ضغوط على الدول العربية، وقال ان اوروبا "قبلت بكرسي الاقزام" في عملية السلام "والشاهد الذي يرى كل شيء لكنه لا يقول شيئاً". واضاف أن اميركا تريد لنا دولة عبارة عن غيتوهات ومقاطعات والسجن الشمالي والسجن الاوسط وسجن قطاع غزة"، وتساءل: "كيف نستطيع أن نعلّم أولادنا خريطة فلسطين في ظل الخرائط المطروحة؟". وقال: "إن أي تسوية تفرض علينا تسوية موقتة، والجيل القادم سيمزقها وسيرمي بها في سلة المهملات وستنهار خلال سنوات قليلة".