} استمرت امس ردود الفعل على نتائج القمة العربية، وفيما اعربت طهران عن أسفها للقرارات التي قالت انها لم تشمل قطع العلاقات مع اسرائيل، ابدت دمشق "ارتياحا نسبيا"، مشيرة الى انها كانت تتطلع لقرارات اقوى. ودعا الامين العام ل"الجبهة الشعبية" جورج حبش الى استمرار الانتفاضة، فيما اعلنت الحكومة الاردنية استقطاع اجر يوم عمل من رواتب موظفيها لمصلحة الانتفاضة. دمشق، طهران، عمان، اسلام اباد، الكويت - "الحياة"، اف ب، رويترز - قال وزير الخارجية السوري فاروق الشرع ان بلاده "مرتاحة نسبياً" الى نتائج القمة العربية الاخيرة. ونقلت الصحف الرسمية امس عنه قوله: "كنا نتطلع الى قرارات اقوى، خصوصاً في ما يتعلق بقطع العلاقات مع اسرائيل". وسعت سورية الى استصدار قرار بقطع العلاقات مع اسرائىل ما لم تلتزم انجاز السلام العادل والشامل. وكان الرئيس بشار الاسد قال في افتتاح القمة: "لا بد من وقف كل اشكال التعامل مع اسرائيل، اضافة الى تفعيل المقاطعة لها". من جهة اخرى، سخر مسؤول سوري رفيع المستوى من قرار رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك تجميد العملية السلمية، معتبراً ان القرار "تهديد لا معنى له" لأنه "لم يكن يوماً من دعاة السلام وعملية السلام مجمّدة اصلاً منذ شهور". طهران ودعت ايران الدول العربية التي تقيم علاقات مع اسرائيل الى قطعها، فيما تميز رد الفعل الايراني على قرارات القمة العربية بالاسف "رسمياً" وبالغضب "ثورياً" في ظل ما يعرف بمنطقي الثورة والدولة. واعرب الناطق باسم وزارة الخارجية حميد رضا آصفي عن الاسف "لأن القرارات لا تتماشى مع توقعات الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة التي تحظى فيها الانتفاضة بدعم شعبي عالمي واسع خصوصاً في الدول العربية، ولأنها لم تلبي اماني الشعوب الاسلامية". وقال: "انه كان متوقعاً من القمة اتخاذ قرارات حاسمة تتضمن الخطوات العملية على طريق دعم حقوق الشعب الفلسطيني ومنها قطع كامل لعلاقات الدول العربية مع الكيان الصهيوني واستجابة المطالب المشروعة للفلسطينيين". وتعاطى الشارع الايراني بفتور مع قرارات القمة، الا ان الأبرز كان الحملة العنيفة التي شنتها صحيفة "جمهوري اسلامي" المحافظة على الدور الذي لعبته مصر الى درجة انها عنونت مقالها الافتتاحي بعبارة تدمج فيها بين هذا الدور واسرائيل، وهي عبارة "مصرائيل". ورأت ان انعقاد القمة بحد ذاته كان خطوة الى امام، لكن "... لاطفاء الانتفاضة وعدم الحديث عن ازالة اسرائيل". حبش ودعا الامين العام السابق ل"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" الدكتور جورج حبش "الفلسطينيين البواسل" الى الاستمرار في الانتفاضة وصولاً الى اسقاط اتفاقات اوسلو وتحقيق "الحرية والاستقلال". وجاء في بيان تلقى مكتب "الحياة" في دمشق نسخة منه: "حان الوقت لتجديد الثورة والانتفاضة المغدورة"، مخاطباً الشعب الفلسطيني: "ها أنتم تؤكدون اليوم بكل العزم والاصرار على قوة ارادة شعبنا ونضاله لتحقيق أهدافه في العودة وتقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. سيروا الى الامام لدفن اتفاقات اوسلو، لدفن اتفاقات الذل والهوان، ولمراكمة عوامل الصمود والنهوض بدور جماهير امتنا واستعادة دورها في الصراع التاريخي مع العدو الصهيوني والامبريالي والاميركي". عمان وقرر مجلس الوزراء الاردني تخصيص راتب يوم من اجور موظفي الدولة لصالح الانتفاضة الفلسطينية، تنفيذاً لقرارات القمة العربية. ودعا جميع المؤسسات والشركات الخاصة الى اتخاذ المبادرة نفسها. واعتبر رئيس الوزراء الاردني علي ابو الراغب خلال اجتماع لحكومته مساء اول من امس ان القمة تمثل "بداية جيدة وناجحة لعمل عربي مشترك". كما اكد ان ردة الفعل الاسرائيلية تجاه قرارات القمة كانت "تفتقد للمنطق ولا تنم عن اي توجه ايجابي حيال استحقاقات المرحلة". الكويت وانتقدت اربع مجموعات اسلامية كويتية نتائج القمة العربية وقالت ان القادة العرب "فشلوا في ردع اسرائيل عن وحشيتها تجاه اخواننا الفلسطينيين" وان مقررات القمة "لم تلغ المعاهدات ولم تغلق السفارات ولم تقطع الاتصالات مع الصهاينة في الوقت الذي يتساقط فيه الشهداء والجرحى كل يوم". وقالت المجموعات التي تضم الاخوان المسلمين والسلفيين والحركيين الشيعة في بيان امس ان مؤتمر القاهرة "أسقط توظيف الحماس المتوفر في الامة والطاقات الحيّة المستجيبة لنداء الجهاد، واكتفى ببيان انشائي يندد باسرائيل". وتابع البيان ان المؤتمر "لم يضغط على السلطة الفلسطينية نحو رفض التزامات مؤتمر شرم الشيخ، خصوصاً سجن المجاهدين الفلسطينيين من الفصائل والاتجاهات الاسلامية والوطنية الذين يجب اطلاقهم فوراً". واشاد بقرار الدعم المالي للشعب الفلسطيني وشكك بالطريقة التي ستصرف السلطة الفلسطينية بها هذه الاموال. وحيّا موقف سلطنة عُمان وتونس بعد اغلاقهما المكاتب الاسرائيلية. اسلام اباد وأعربت باكستان امس عن تأييدها لقرار القمة العربية بدعوة الاممالمتحدة الى تشكيل قوة لحماية الفلسطينيين ومحكمة دولية لمجرمي الحرب الاسرائيليين. وقال بيان لوزارة الخارجية: "تشارك باكستان الغضب والحنق العميقين" اللذين أعربت عنهما القمة ازاء "استمرار العنف والفظائع الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل".