سجلت أسواق المال الأميركية تطورات سلبية وايجابية بينما عانى المستثمرون حالاً من الترقب الثقيل في انتظار تحديد هوية الرئيس الجديد للولايات المتحدة. وتعرضت المؤشرات الرئيسية لهزات متفاوته في الحدة مع بدء عملية إعادة إحصاء أصوات الناخبين في ولاية فلوريدا التي قررت نتيجتها اسم الرئيس. وبنتيجة هذه الهزات، التي يعتقد بعض المراقبين أن الانتخابات الرئاسية لم تشكل سوى أحد أسبابها الرئيسية، انخفض مؤشر داو جونز 45 نقطة 41.0 في المئة ليصل إلى 10907 نقاط في ما تعرض مؤشر ناسداك - 100 لانخفاض أشد إذ تراجع بنحو 184 نقطة أي مايعادل 5.39 في المئة وبلغ عند الاقفال 3231.70 نقطة. أما مؤشر ستاندرد أند بور - 500 فقد انخفض بنحو 23 نقطة 1.58 في المئة ليستقر عند 1409 نقاط. وكان مؤشر داو جونز ارتفع 27 نقطة في التعاملات المبكرة لليوم المذكور مستفيداً من حماس المستثمرين لاقتناء أسهم شركات النفط والمستحضرات الدوائية وعدد من الصناعات الأخرى التي لم تخف تأييدها القوي لجورج بوش طوال حملته الانتخابية، لكنه أنهى يومه في الهامش السلبي المحدود مع تعاظم الغموض حول نتيجة الانتخابات في وقت لاحق وعوامل أخرى تتعلق بأداء بعض الشركات. في الوقت نفسه سجل مؤشر ناسداك تدهوراً مطرداً عزاه بعض المراقبين إلى المتاعب المعروفة التي تعانيها شركات التكنولوجيا في أسواق المال منذ بضعة أشهر لكنه لم يستبعد احتمال تأثره بالتوقعات الأولية عن فوز المرشح الجمهوري على رغم تأكيد غالبية المراقبين أن أياً من المرشحين لن يشكل مصدر خطر على قطاع التكنولوجيا الذي يعتبر المحرك الأساسي للاقتصاد الجديد وأهم العوامل المساهمة في الازدهار الذي يعيشه الاقتصاد الأميركي. لكن مؤشر ناسداك استعاد بعض خسائره في الساعات المبكرة أمس الخميس إذ ارتفع بنحو 16 نقطة 49.0 في المئة واستقر عند 3259.58 نقطة قبل بدء التعامل في التاسعة والنصف بتوقيت نيويورك. وجاءت مكاسب المؤشر من عدد من الأسهم الرئيسية مثل مايكروسوفت التي ارتفت أسعار أسهمها بنحو ستين سنتاً ليصل سعر السهم الواحد إلى 71 دولاراً وكذلك أسهم "أوراكل" التي تقدمت بمعدل أقل قليلاً.