هاجمت الجزائر بعنف منظمة العفو الدولية واتهمتها ب "المتاجرة" بقضايا حقوق الإنسان و"الكيل بمكيالين" في قضايا الجزائر. لكنها لم ترفض طلب المنظمة لقاء كبار قادة الجيش والاستخبارات. قال وزير الداخلية الجزائري السيد يزيد زرهوني ان حكومته "ليست مستعدة لوضع مشنقة في كل شوارع البلاد لمحاكمة كل الذين ارتكبوا، في صورة أو أخرى، جريمة أو جنحة". وأوضح أن الهدف الأساسي للمرحلة المقبلة هو "تضميد جراحنا والتكفل بأطفال ضحايا العُشرية الحمراء العقد الماضي وإعادة بناء البلاد". وكان زرهوني يرد في نشرة الأخبار المسائية للتلفزيون الرسمي مساء أول من أمس على انتقادات وجهها مسؤول في بعثة منظمة العفو الدولية الى الجزائر في خصوص سياسة الوئام المدني التي باشرها الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة. لكن الوزير الجزائري لم ينتقد رغبة البعثة في مقابلة الجنرالات المسؤولين عن شؤون الأمن والاستخبارات. واتهم زرهوني أعضاء الوفد ب"المتاجرة" بقضايا حقوق الإنسان. وقال إنهم "يطرحون عدداً من القضايا الحساسة كبضاعة جاهزة يضعها بعضهم في الثلاجة لإخراجها عند الحاجة بهدف الضغط على الدولة والشعب". وركز دفاعه على سياسة الوئام التي تنص على العفو عن عناصر الجماعات الإسلامية المسلحة الذين لم يتورطوا في جرائم قتل وتخريب بالمتفجرات. وقال: "إن القانون الوئام لم يعف أحدا، بل هو يهدف إلى تحقيق المصالحة الوطنية والتكفل بالأشخاص الذين عانوا المأساة الوطنية التي عاشتها البلاد خلال السنوات العشر الماضية". وأوضح ان "هدفنا من هذه المبادرة التي شملت ستة الاف عنصر مسلح هو جعل المجتمع الجزائري يتصالح مع نفسه". وقال ان "منظمة العفو الدولية لم تتخل بعد عن سياسة الكيل بمكيالين مع الجزائر". وكان مسؤول بعثة المنظمة الى الجزائر روجر كلارك قال قبل أيام ان العفو عن المسلحين بموجب قانون الوئام "خطأ كونهم مجرمين". وطلب كلارك مقابلة قادة المؤسسة الأمنية لطرح اسئلة خاصة بموضوع انتهاكات حقوق الانسان والتي تزعم المنظمة ان قوات الأمن الجزائرية متورطة فيها. "رجال المقاومة" وفي سياق هذه التطورات، انتقد "التجمع من أجل الثقافة والديموقراطية"، العضو في الإئتلاف الحكومي، "الحملة الإعلامية" التي تستهدف الجيش وقوات الدفاع الذاتي. وجاء رد التجمع الذي يقوده الدكتور سعيد سعدي في أعقاب بث قناة "كنال بلوس" الفرنسية قبل أيام تحقيقاً عن اغتيال رمز الأغنية الأمازيغية السيد معطوب الوناس في 1998. وهاجم بيان التجمع القناة الفرنسية وذكر أن هدف البرنامج "إثارة الشكوك في خصوص من يرتكب الجرائم في الجزائر وذلك لتبرئة القتلة الاصوليين الذين يعترفون هم انفسهم بذلك علناً". ولاحظ أن توقيت البرنامج تزامن مع صدور كتاب "من قتل في بن طلحة" هدفه "تبرئة القتلة الأصوليين" من هذه المذبحة التي حصدت عشرات الضحايا قرب العاصمة الجزائرية في 1998.