أكد محامو الدفاع في قضية لوكربي أمس، للمرة الأولى، ان "المعلومات الحساسة" التي تلقوها الشهر الماضي من الإدعاء تتعلق بإمكان وجود صلة بين تفجير طائرة ال "بان أميركان" سنة 1988 وبين الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة. وكشفوا ان تحقيقهم في مدى صدقية هذه المعلومات يقودهم الى "منطقة البلقان" وكيفية اعداد القنبلة ونقلها الى الطائرة المنكوبة ويتطلب "تعاون دولة شرق أوسطية"، هي على الأرجح سورية، ويطال أيضاً تحقيقات أجهزة الأمن الألمانية في إطار قضية "أوراق الخريف". تعود هذه القصة الى تشرين الأول اكتوبر 1988، أي قبل شهرين من كارثة طائرة "بان أميركان" فوق لوكربي. ففي ذلك الشهر، دهمت الاستخبارات الألمانية شققاً في منطقة نويس القريبة من فرانكفورت وفي دوسلدورف واعتقلت 14 فلسطينياً يُشتبه في أنهم أعضاء في "القيادة العامة"، مثل مروان خريسات وحافظ دلقموني. لكن الألمان سارعوا الى إطلاق 12 من الموقوفين من دون توجيه اتهامات اليهم، على رغم مصادرة أجهزة توقيت لمتفجرات وراديو تُوشيبا يُزعم انه يتشابه مع الراديو الذي حوى القنبلة التي فجّرت الطائرة الأميركية الفارق بين جهاز التوقيت الذي صُودر مع الفلسطينيين وجهاز لوكربي ان الأولى يعمل عندما تصل الطائرة الى علوّ معيّن في الأجواء، بينما الثاني يعمل بحسب توقيت معيّن. وبقي الغموض يلف كثيراً من النقاط في تحقيقات الإستخبارات الألمانية مع المعتقلين وسبب الإفراج عنهم. لكن أنباء تتردد على نطاق واسع تشير الى ان الألمان كانوا أصلاً على علم مُسبق بنشاط الخلية الفلسطينية من خلال عميل لهم داخلها، وان هذا العميل كان أصلاً يتعاون مع "جهاز أمن دولة شرق أوسطية" يُزعم انها الأردن. وعلى هذا الأساس، فإن الألمان بدوا متأكدين منذ حصول حادثة لوكربي، بأن "خلية القيادة العامة" ليست متورطة فيها. لكن محامي الدفاع في قضية لوكربي، ويليام تايلور، كشف في جلسة أمس ان "أوراق الخريف" الألمانية تتحدث عن شخص جديد لم يكن معروفاً في السابق. وتتخذ "القيادة العامة" التي يتزعمها السيد أحمد جبريل، مقرها في سورية. ونفى جبريل مراراً علاقته بتفجير الطائرة، لكن محامي الدفاع عن المتهمين الليبيين أوردوا أسماء عشرة أشخاص بينهم أعضاء في هذه الجبهة، قائلين أنهم المتورطون الحقيقيون في كارثة "بان أميركان". وبين هؤلاء الفلسطيني محمد أبو طالب المسجون مدى الحياة في السويد بعد ادانته بتفجيرات ارهابية في الدانمارك سنة 1985. وورد إسم أبو طالب، وهو من مواليد بور سعيد في مصر وأُصيب خلال الحرب اللبنانية في 1976 وحصل على اللجوء في السويد بعد وصوله اليها في 1986، على لائحة شهود الإدعاء والدفاع معاً. وهو ينفي علاقته بتفجير الطائرة.