واصلت كوستاريكا إبهار العالم في مونديال البرازيل، وفجرت ثاني مفاجأة على التوالي بالتغلب أمس على إيطاليا بهدف من دون رد، في ثاني جولات مجموعة «الموت» الرابعة، لتنفرد بالصدارة وتضمن التأهل إلى دور ال16. وفي وقت سابق فاجأت كوستاريكا الجميع بالفوز في الجولة الأولى على أوروغواي بثلاثة أهداف في مقابل هدف، لتلتحق بركب المتأهلين إلى ثمن النهائي للمرة الثانية في تاريخها بعد إنجاز إيطاليا 1990. وأطاحت تلك النتيجة بمنتخب إنكلترا رسمياً خارج البطولة، بعد هزيمتيها أمام أبناء أميركا الوسطى والآزوري، بينما ستكون الجولة الثالثة والأخيرة نارية بين إيطاليا وأوروغواي، إذ سيقاتل كلاهما على بطاقة ثانية للتأهل إلى الدور الثاني. وتتساوى إيطاليا وأوروغواي في جمع ثلاث نقاط من مباراتين، فيما لا تملك إنكلترا أية نقاط، لتودع المنافسات بخفي حنين. فجّر منتخب كوستاريكا المفاجأة خلال الشوط الأول الذي نجح في إنهائه متقدماً بهدف الجناح براين رويز من رأسية متقنة حوّلها من عرضية جونيور دياز (44). وقبل دقيقة واحدة كان زميله جويل كامبل يستحق ركلة جزاء، بعد اختراق رائع بين ثنائي دفاع يوفنتوس بارزالي وكيليني، وقام الأخير بعرقلته، لكن الحكم تغاضى عن احتساب مخالفة. وقبل ذلك شنت كوستاريكا هجمات خطرة حقيقية عبر الكرات العرضية على الأطراف، إذ تفوق مهاجموها على خط الدفاع الأزرق تماماً، ولولا يقظة الحارس العملاق جيانلويجي بوفون لاستقبل مرماه أهدافاً أكثر. في المقابل كان مصدر الخطورة الإيطالية الوحيد هو ماريو بالوتيلي، ومموله المخضرم أندريا بيرلو، إذ أمده بانفرادين لم يحسن استغلالهما. ومرّر بيرلو كرة حريرية في العمق إلى سوبر ماريو، لكنه سدّد برعونة فوق الحارس كيلور نافاس بعيداً عن المرمى (30). وبعد دقيقتين سدد بالوتيلي كرة قوية، لكن في منتصف المرمى الكوستاريكي، ليمسكها نافاس بثبات. بين الشوطين حاول المدرب تشيزاري برانديلي تدارك الموقف سريعاً، فأخرج تياغو موتا من منتصف الملعب، ودفع بالمهاجم أنطونيو كاسانو. بدأت إيطاليا بقوة هجومية، وأنقذ الحارس نافاس تسديدتين خطرتين من دارميان وبيرلو (51) و(53). وأشرك برانديلي لورينزو إنسيني على حساب كاندريفا (57). وأمام انعدام الهجمات اضطر برانديلي لإشراك آخر ورقة رابحة هي إليسيو تشيرشي على حساب كلاوديو ماركيزيو، ليلعب بثلاثة مهاجمين من الدقيقة (70). واصلت إيطاليا اللعب بعشوائية في الوقت الذي لجأت فيه كوستاريكا لتأمين الدفاع، خصوصاً بعد خروج كامبل. وكاد البديل كارلوس أورينيا أن يخطف الهدف الثاني (84) من انفراد بمرمى بوفون، لكن كيليني لحق به وشتت الكرة. وعلى غير المتوقع كانت كوستاريكا الأخطر في الدقائق الأخيرة بفضل تسديدات من كل حدب وصوب على مرمى بوفون إلى أن أطلقت صافرة الختام.