رفعت نساء مصريات راية العصيان على الحصار المضروب عليهن في الانتخابات البرلمانية، إذ بلغ عدد المترشحات لعضوية مجلس الشعب البرلمان 109، ينتشرن في 24 محافظة. ويمثل عدد السيدات المترشحات رقماً أعلى بكثير مما تضمنته لوائح الاحزاب والقوى السياسية وهو 24 امرأة فقط، 11 منهن في الحزب الوطني الحاكم وثماني من الوفد واربع من التجمع وواحدة من جماعة "الاخوان المسلمين". ويعد ارتفاع عدد المرشحات المستقلات مقارنة بالانتخابات السابقة، دليلاً قوياً على رغبة نسائية في المشاركة السياسية، تتصل بالجو الذي وفره المجلس القومي للمرأة، وحملة التوعية والتحركات النسوية التي شهدتها البلاد في الاشهر الماضية. وتقول مرشحة حزب التجمع عضو المجلس القومي للمرأة السيدة امينة شفيق إن "اتجاه النساء للترشح مستقلات يعكس تعارض رغباتهن مع امكانات الاحزاب، ومن ناحية اخرى يقدم بديلاً موضوعياً للصدمة التي شعرت بها المرأة" نتيجة التجاهل الشديد الذي ابدته القوى السياسية لمشاركتهن في العمل العام. وإذا كانت الشواهد تشير الى ضعف فرص غالبية المرشحات في الفوز بمقاعد في البرلمان، إلا أن ذلك لم يمنعهن من خوض التجربة. وتقول مرشحة حزب الوفد كاميليا شكري إن اصعب ما تواجهه هو تساؤلات الناخبين عما يمكن أن تقدمه داخل البرلمان في حال نجاحها، وهو التساؤل الذي تكرر في عدد من الدوائر لمرشحات اخريات. وتتساءل السيدة شكري :"لماذا نواجه هذه الاسئلة؟ وهل الاجابة حاضرة لدى الرجال الذين يملكون قدرات لا تتوافر للمرأة، ام انها الرغبة في تعويق فكرة مشاركة المرأة؟". وكشفت الأمين العام للمجلس القومى للمرأة الدكتورة ميرفت تلاوي في مناظرة تلفزيونية احصائية رسمية تؤكد امتناع 70 نائباً عن التحدث داخل البرلمان طوال خمس سنوات. واعتبرت ذلك دليلاً على ان القضية لا تتصل بالرجال او النساء وإنما بالقدرة على التفاعل.