} تمكنت ساحل العاج من تجاوز ازمة خطيرة كادت تهدد بحرب طائفية. وبعد مواجهات دامية في الشوارع بين انصارهما، التقى الرئيس الجديد لوران غباغبو مع رئيس الوزراء السابق الحسن وترة الذي تراجع عن مطالبته بانتخابات جديدة، مؤكداً ان مسألة مشاركته في الحكم مؤجلة الى ما بعد الانتخابات الاشتراعية آخر هذا العام. باريس، أبيدجان - "الحياة"، رويترز، أ ف ب - توجه رئيس الوزراء السابق الحسن وترة الى مقر الرئيس الجديد لوران غباغبو الذي عانقه بحرارة. وأعرب الاثنان عن املهما في ان تلقى الدعوة الى الهدوء التي وجهها حزباهما تجاوباً، قبل ان يبدأ اجتماع مغلق بينهما. وكانت المواجهات بين الجانبين اسفرت اول من امس عن سقوط ما لا يقل عن 36 قتيلاً في ابيدجان وداخل البلاد. وصرح وترة لدى خروجه من الاجتماع بان حزب تجمع الجمهوريين الذي يتزعمه لن يشارك في الحكومة ذات القاعدة العريضة التي يسعى غباغبو الى تشكيلها. وقال: "اتفقنا ان بوسعه غباغبو ان يمضي قدماً في تشكيل حكومته من دون حزب تجمع الجمهوريين"، مشيراً الى ان "الانتخابات الاشتراعية مقررة في كانون الاول ديسمبر المقبل. ويمكننا اعادة بحث هذه المسألة المشاركة في الحكم بعد الانتخابات". وجاء قرار وترة المسلم من شمال البلاد دعوة انصاره الى التهدئة، على رغم تأييد اميركا والامم المتحدة وجنوب افريقيا مطالبته بانتخابات جديدة، على اساس انه استبعد من الاقتراع الذي جرى الاحد الماضي. لكن غباغبو المسيحي الجنوبي رفض هذه المطالبة ومضى قدماً في اداء القسم رئيساً مساء اول من امس، متعهداً العمل على المصالحة الوطنية. وايدت فرنسا موقف غباغبو. وقال وترة في حديث لمحطة "اوروبا 1" الاذاعية الفرنسية من منزله في ابيدجان صباحاً، انه وافق على لقاء غباغبو حفاظاً على المصلحة العامة. وأضاف: "انها محاولة لاعادة الهدوء الى البلاد المهددة" بحرب طائفية، مشيراً الى ان اعمال العنف الاخيرة لم تقتصر على ابيدجان بل امتدت الى انحاء البلاد كافة". كما اكد وترة صحة تقارير عن تعرض منزله للهجوم اول من امس مع تزايد حدة اشتباكات استخدمت فيها المناجل والهراوات وهوجمت مساجد وكنائس. وعاد الهدوء الى ابيدجان امس، وتوجه السكان الى اعمالهم بعد توقف استمر ثلاثة ايام. وترددت انباء عن وقوع اضطرابات في ضاحية يوبوجون، فيما كانت الضواحي الاخرى هادئة. وعاد بعض التلاميذ الى مدارسهم. ودعا غباغبو الى عودة الحياة الطبيعية الى البلاد، لكنه واصل فرض حظر تجول خلال الليل خوفاً من تجدد الاشتباكات. وكانت التطورات في ساحل العاج تسارعت بعد اقدام الحاكم العسكري السابق روبير غيي على حل اللجنة الانتخابية، معلناً فوزه في الانتخابات التي جرت الاحد الماضي ونافسه فيها غباغبو. لكن انصار الاخير نزلوا الى الشوارع في انتفاضة اطاحت غيي. وأعلن غباغبو على الاثر، توليه الرئاسة باعتباره الفائز في الانتخابات. وفي محاولة لتنفيس الاحتقان، قال غباغبو وهو زعيم اشتراكي مخضرم انه سيدعو خصومه السياسيين للانضمام الى حكومة وحدة وطنية جديدة. وأضاف ان الدول الاجنبية ليس من حقها الدعوة الى اعادة الانتخابات الرئاسية بزعم ان منافسه وترة منع من خوضها. وبعد لقائه وترة، اجتمع غباغبو مع الامين العام للحزب الديموقراطي لساحل العاج الحاكم سابقاً لوران - دونا فولوغو للتباحث في شأن الحكومة الجديدة. ومعلوم ان الاحزاب الرئيسية الثلاث في ساحل العاج هي: "الاشتراكي" بزعامة غباغبو والجمهوري بزعامة وترة، إضافة الى الديموقراطي الذي يتزعمه الرئيس السابق هنري كونان بيديي المقيم في باريس منذ اطاحه الانقلاب العسكري قبل عشرة اشهر.