بالنسبة الى الزميل قصي صالح الدرويش، كان العدد الأول الذي أصدره من مجلته السينمائية الجديدة "سينما" تجريبياً، بكل معنى الكلمة. من هنا نراه يعتبر العدد الثاني الصادر في باريس، أخيراً، العدد الأول الحقيقي، أي العدد الذي يقدم فيه هذه المجلة الطامحة التي تأتي لتسد، في مجال الثقافة السينمائية، فراغاً لا يُسدّ الآن إلا في مصر، حيث تصدر بضع مطبوعات في هذا المجال لعل أهمها "الفن السابع". في العدد الثاني من "سينما" يتحدد في شكل أفضل أسلوب المجلة التي بدأت أقلامٌ مهتمة تطلق عليها اسم "دفاتر السينما" العربية تشبهاً بالمجلة الفرنسية الشهيرة. ولعل المشترك الأساس بين المجلتين تمكن "سينما" من جمع بعض أبرز الأقلام النقدية العربية، إضافة الى أقلام فنانين ومخرجين أرادو المساهمة في مجلة بدأوا يرونها معبرة عنهم وعن علاقتهم بالسينما، وعلى رأس هؤلاء الفنانة ليلى علوي التي باتت، كما يبدو، عضواً دائماً في هيئة تحرير المجلة بزاويتها "انفعالات" التي تناولت فيها هذه المرة فيلم "المدينة" ليسري نصرالله، وهو الفيلم نفسه الذي كتب عنه الزميل ابراهيم العريس. اما المخرج مجدي أحمد علي فكتب تحت عنوان "فيلم العمر" عن كلود سوتيه وفيلمه "أشياء الحياة" الذي يبدو أنه أثر كثيراً في مسيرة صاحب "يا دنيا يا غرامي" الفنية. في العدد كذلك ملف عن نور الشريف، ممثلاً ومخرجاً، اسهم فيه سمير فريد، وتضمن حواراً مع الفنان أعلن فيه أنه يحلم بتشخيص شخصية الإمام الحسين ع قبل الاعتزال. سمير فريد كتب أىضاً عن فيلم "خاب سعي العشاق" للشكسبيري كينيث برانا، بينما كتب غسان عبدالخالق عن "كيبور" عاموس غيتاي وعن "موسم الرجال" لمنيرة التلاتلي، وتناولت ديانا جبور "أولى ثانوي" وفيلم ليانا بدر عن فدوى طوقان، وكتب كمال رمزي عن نبيلة عبيد امرأة تحت المراقبة، وتبحر نديم جرجورة في الإنتاج السينمائي اللبناني الجديد. عبر هذه المقالات والتواقيع، من الواضح أن "سينما" تسير في طريقها الى أن تصبح صوتاً حقيقياً للسينما العربيّة، ونوعاً من الرابط بين متلقي السينما وصانعيها... وبينهم الكاتبون عنها.