بعد يوم واحد من ختام مؤتمر القمة العربي غير العادي عقدت أمس في منتجع شرم الشيخ قمة ثلاثية ضمت الرئيس المصري حسني مبارك والرئيس اليمني علي عبدالله صالح وأمير البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة. وقالت مصادر سياسية ل"الحياة": إن القمة الثلاثية بحثت في "الخطوات التالية لقمة القاهرة" و"تنفيذ القرارات التي اتخذت لدعم الشعب الفلسطيني وتحذير إسرائيل من الاستهانة بالأمة العربية". وكان مبارك عقد أولاً اجتماعاً ثنائياً مع صالح تناولا خلاله المواضيع ذاتها اضافة إلى العلاقات الثنائية وإزالة أسباب التوتر. وكان الزعيمان اختلفا في وجهات نظرهما علناً قبيل قمة القاهرة في الطريقة التي ينبغي التعاطي بها مع الأحداث في الاراضي المحتلة، وانتقد مبارك صالح علناً في مطالبته ب"قطعة أرض" مجاورة لإسرائيل لمساعدة الكفاح الفلسطيني، وعرض مبارك منحه هذه القطعة وقال في تصريحات علنية: "من يريد الحرب فليرنا شطارته"، مستبعداً خيار الحرب تماماً. وأكدت مصادر سياسية أن القاهرة قابلت بتقدير بالغ مشاركة صالح في القمة على رغم هذه الانتقادات، وكشفت أن الرئيس المصري الذي وصف كلمة صالح في افتتاح القمة غير العادية ب"القوية الطيبة الحماسية" اختار أن يكون صالح الى جواره في "الصورة التذكارية" للقادة العرب عقب ختام القمة، كما دعاه الى منتجع شرم الشيخ. وأشارت المصادر الى ما وصفته ب"متانة علاقات البلدين". وصرح وزير الاعلام المصري صفوت الشريف بأن محادثات شرم الشيخ أمس تناولت وسائل تفعيل قرارات القمة العربية من خلال جدية الأداء العربي في الفترة المقبلة. ومضى كل من مبارك وصالح في جولات لتفقد المنشآت السياحية في المدينة والتقط مبارك الصور مع مجموعة من السياح. في غضون ذلك، بدأت مصر والجامعة العربية اتخاذ خطوات لتنفيذ قرارات القمة فأبلغت مصر قرارات القمة إلى منظمة الوحدة الافريقية ومنظمة المؤتمر الإسلامي. وقال الناطق الرسمي باسم الجامعة المستشار طلعت حامد ل"الحياة" إن الأمين العام الدكتور عصمت عبدالمجيد سيعقد اجتماعاً لمجلس الجامعة الأمناء المساعدون لتوزيع التكليفات والمهام المناطة بكل إدارة، وأنه سيبعث برسائل الى السكرتير العام للأمم المتحدة كوفي أنان ورئيس مجلس الامن تتضمن قرارات القمة. وقال حامد إن وزراء المال العرب سيجتمعون في مقر الجامعة قريباً لدراسة تنفيذ القرار الخاص بإنشاء صندوقين لدعم الانتفاضة والاقصى، وكذلك مساعدة الاقتصاد الفلسطيني. فيما تتوقع مصادر الخارجية المصرية إعلان تشكيل لجنة المتابعة لتنفيذ قرارات القمة برئاسة مبارك وعضوية وزراء خارجية عرب مصر والأردن، قطر، المغرب وتونس.